ألصبار الذي يسيّج مداخل القرى كان
حارساً مخلصاً للعلامات . حين كنا أولاداً ،
قبل دقائق ، أرشدنا الصبار إلى المسالك .
لذلك أطلنا السهر خارج البيوت ، برفقة
بنات آوى والنجوم . كذلك خبأنا مسروقاتنا
الصغيرة من بلح وتين مجفف ودفاتر في
مخدعة الشائك . وحين كبرنا دون أن
ندري كيف ومتى حدث ذلك ، أغوتنا أزهاره
الصفراء بملاحقة البنات على طريق النبع
الضاحك ، وتباهينا بما على أيدينا من شوك .
ولما انطفأت الزهرة ونتأت الثمرة ، كان
الصبار عاجزاً عن صد سلاح الجيش
الفاتك . لكنه ظل حارساً مخلصاً للعلامات :
هنالك ، خلف الصبار منازل موءودة وممالك ،
ممالك من ذكرى ، وحياة تنتظر شاعراً
لا يحب الوقوف على الأطلال ، إلا
إذا اقتضت القصيدة ذلك !
اقرأ أيضاً
كلفت بتعنيفي بلا طلب عذري
كَلِفتَ بِتَعنيفي بِلا طَلَبٍ عُذري وَأَفرَطتَ في عَذلي وَفَرَّطتَ في عُذري إِذا ما جَرى دَمعي جَواباً لِعاذِلٍ فَإِنَّ…
يا حصان النساء كم فارسا ول
يا حَصانَ النِساءِ كَم فارِساً وُل دُكِ مَه إِنَّما وَلَدتِ قُبورا مَن أَرادَ البَقاءَ وَهوَ حَبيبٌ فَليُعِدَّن لِلحُزنِ…
ومشبلة شمطاء تبكي من النوى
وَمُشْبِلَةٍ شَمْطاءَ تَبْكي مِنَ النَّوَى وقَد غَيَّبَتْ عَنْ غَابِها أَسَداً وَرْدا وَتَحْتَ حَبابِ الدَّمْعِ عَيْنٌ رَويَّةٌ مِنَ الدَّمِ…
قد نال بشر منية النفس إذ غدا
قَد نالَ بِشرٌ مُنيَةَ النَفسِ إِذ غَدا بِعَبدَةَ مَنهاةِ المُنى اِبنُ شُغافِ فَيا لَيتَهُ لاقى شَياطينَ مُحرِزٍ وَمِثلَهُمُ…
على أنني بعد ما قد مضى
عَلى أَنَّني بَعدَ ما قَد مَضى ثَلاثونَ لِلهَجرِ حَولاً كَميلا يُذَكِّرُنيكِ حَنينُ العَجولِ وَنَوحُ الحَمامَةِ تَدعو هَديلا صَبَحتُ…
أشرقت لي بدور
أَشْرَقَتْ لي بُدورُ في ظلامٍ تُنيرُ طارَ قَلْبي بِحُبّها مَنْ لِقَلْبٍ يطيرُ يا بُدُوراً أنابَها الد دَهْرََ عانٍ…
ألا من لمهموم الفؤاد حزينه
أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ إِذا ابتَزَّ مِنهُ العَزمَ ضَعفُ يَقينِهِ وَإِذ هُوَ لا يَدري لَعَلَّ كِتابَهُ سَيُعطاهُ…
جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد
جاؤُوا بِرَأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمّدٍ مُتَرَمِّلاً بِدِمائِهِ تَرْمِيلا وكأنّما بِكَ يا ابْنَ بنتِ مُحَمّدٍ قَتَلوا جَهاراً عامدينَ…