تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل …. تُنْسَى
أَنا للطريق…هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
أَثراً غنائياً…وحدسا
تُنْسَى, كأنك لم تكن
شخصاً, ولا نصّاً… وتُنْسَى
أَمشي على هَدْيِ البصيرة، رُبّما
أُعطي الحكايةَ سيرةً شخصيَّةً. فالمفرداتُ
تسُوسُني وأسُوسُها. أنا شكلها
وهي التجلِّي الحُرُّ. لكنْ قيل ما سأقول.
يسبقني غدٌ ماضٍ. أَنا مَلِكُ الصدى.
لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش. و الطريقُ
هو الطريقةُ. رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ
شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا
تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن
خبراً، ولا أَثراً… وتُنْسى
أَنا للطريق… هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ
على خُطَايَ, وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ.
مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى،
أمامَ البيت، حراً من عبادَةِ أمسِ،
حراً من كناياتي ومن لغتي, فأشهد
أَنني حيُّ
وحُرُّ
حين أُنْسَى!
اقرأ أيضاً
ولقد علقت من الحسان مليحة
وَلَقَد عَلِقتُ مِنَ الحِسانِ مَليحَةً تَحكي الهِلالَ بِحاجِبٍ وَجَبينِ كَلَفَت بِها نَفسي وَدونَ وُصولِها وَصلُ المَنونِ وَثَمَّ لَيثُ…
نأت به الدار عن أقاربه
نَأَت بِهِ الدارُ عَن أَقارِبِهِ فَأُلقِيَ الحَبلُ فَوقَ غارِبِهِ عاشَت لِمَحبوبِهِ مُمانَعَةٌ ماتَ عَلَيها رَجاءُ طالِبِهِ اِتَّفَقَ الحُسنُ…
وطارق ليل من علية زارنا
وَطارِقِ لَيلٍ مِن عُلَيَّةَ زارَنا وَقَد كادَ عَنّي اللَيلُ يَنفَدُ آخِرُه فَقُلتُ لَهُ هَذا مَبيتٌ وَعِندَنا قِرى طارِقٍ…
أربع رسائل ساذجة إلى بيروت
الرسالة الأولى كيف هي الأحوال ؟ نسألكم . ونحن ندري جيداً سذاجة السؤال . نسألكم . ونحن كالأيتام…
ألم تدر ما قال الظباء السوانح
أَلَم تَدرِ ما قالَ الظِباءُ السَوانِحُ مَرَرنَ أَمامَ الرَكبِ وَالرَكبُ رائِحُ فَسَبَّحَ مَن لَم يَزجُرِ الطَيرَ مِنهُمُ وَأَيقَنَ…
عذرت الذرا لو خاطرتني قرومها
عَذَرتُ الذُّرا لَو خاطَرَتْني قُرومُها فَما بالُ أَكَّاريِهِ فُدْع القوائِمِ
أنفحة طيب ما تنسمت أم نظم
أَنَفحَةُ طيبٍ ما تَنَسَّمتُ أَم نَظمُ وَفَضلَةُ كَأسٍ ماتَرَشَّفتُ أَم ظَلمُ خَطيرٌ مِنَ الشِعرِ اِشتَمَلتُ بِبُردِهِ وَقَد بَزَّ…
لعمرك ما تجافى الطيف طرفي
لَعَمرُكَ ما تَجافى الطَيفُ طَرفي لِفَقدِ الغُمضِ إِذ شَطَّ المَزارُ وَلَكِن زارَني مِن غَيرِ وَعدٍ عَلى عَجَلٍ فَلَم…