الدوري , كما هو

التفعيلة : حديث

حيرة التقليد: هذا الغسق المهرق
يدعوني إلى خفته خلف زجاج
الضوء. لم أحلم كثيراً بك, يا
دوري. لم يحلم جناح بجناح…
وكلانا قلق

لك ما ليس لي: الزرقة أنثاك
ومأواك رجوع الريح للريح،
فحلق! مثلنا تعطش في الروح
للروح، وصفق للنهارات التي ينسجها
ريشك, واهجرني إذا شئت
فبيئتي, ككلامي, ضيق

يألف السقف, كضيف مرح, يألف
حوض الحبق الجالس, كالجدة, في
نافذة… يعرف أين الماء والخبز,
وأين الشرك المنصوب للفأر…
ويهتز جناحاه كشال امرأة تفلت منا,
ويطير الأزرق…

نزق مثلي هذا الاحتفال النزق
يخمش القلب ويرميه على القش,
أما من رعشةٍ تمكث في آنية
الفضة يوماً واحداً؟
وبريدي فارغ من أي ملهاة,
ستأتي, أيها الدوري, مهما
ضاقت الأرض وفاض الأفق

ما الذي يأخذه مني جناحاك؟
توتر, وتبخر كنهار طائش
لا بد من حبة قمح ليكون
الريش حراً. ما الذي تأخذه منك
مراياي؟ ولا بد لروحي من
سماء, ليراها المطلق

أنت حر. وأنا حر. كلانا يعشق
الغائب. فلتهبط لكي أصعد. ولتصعد
لكي أهبط. يا دوري! هبني جرس
الضوء, أهبك المنزل المأهول بالوقت.
كلانا يكمل الآخر,
ما بين سماءٍ وسماء,
عندما نفترق!


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قافية من أجل المعلقات

المنشور التالي

مطر فوق برج الكنيسة - هيلين يا له من مطر

اقرأ أيضاً