أرض الغريبة/أرض السكينة

التفعيلة : حديث

فيَّ , مثلكِ , أَرضٌ على حافَّةِ الأرضِ

مأهُولَةٌ بكِ أَو بغيابكِ . لا أَعرفُ
الأُغنيات التي تْجهَشين بها , وأَنا سائرٌ
في ضبابكِ . فلتَكُنِ الأَرضُ ما
تومئين إليه …. وما تفعلينَهْ

جنوبيَّةٌ ,
لا تكفُّ عن الدَوَران على نفسها
وعليك . لها موعدانِ قصيرانِ حول
السماء: شتاءٌ وصَيْفٌ. وأَمَّا الربيعُ
وأَطوارُهُ , فَهْوَ شَأنُكِ وَحْدَكِ .
قُومي إلى أَيَّةِ اُمرأةٍ فيك تنتشرِ
المرغريتا على كُلّ نافِذَةٍ المدينهْ

مثل صَيْفِ الأمير الصغير . وأَمَّا
الخريفُ وتأويلُهُ ذَهَباً مُتْعَباً , فهو
شأني أَنا حين أُطْعِمُ طَيْرَ الكنائسِ
خُبْزي . وأَنسى وأَنتِ تسرين بين
التماثيل حريَّةَ الحَجرَ المرمرِيّ , وأَتْبَعُ
رائحة المندرينهْ
مسافرةٌ ,
حول صُورَتها في مراياكِ : ((لا
أُمَّ لي يا اُبْنَتي فَلِدِيني هنا))
هكذا تَضَعُ الأرضَ سرّها ,
وتُزوِّجُ أُنثى إلى ذَكَر . فخذيني
إليها إليك إليَّ . هُنَاكَ هُنا . داخلي
خارجي . وخُذيني لتَسْكُنَ نفسي
إليكِ’ وأَسْكُنَ أَرضَ السكينهْ

سَمَاوِيَّةٌ ,
لَيْس لِي ما أَقولُ عن الأرض فيكِ
سوى ما تقولُ الغريبُ : سَمَاويَّةٌ….
رُبَّما يخطئ الغُرَباءُ بلفظِ حُروفٍ آراميَّةٍ.
رُبَّما يَصْنعُون إلهَتَهُمْ من مَوَادَّ
بدائيَّةٍ وَجدوها على ضفَّة النهر ,
لكنهُم يُتْقِنُونَ الغناءَ : سماويَّةٌ
هذِهِ الأرضُ مِثْلُ سَحَابٍ خَفيفٍ

تَبَخَّرَ من ياسمينهْ
مجازيَّةٌ ,
كالقصيدةِ قبل الكتابةِ : ((لا أَبَ
لي يا بُنَيَّ فَلِدْني)) تقولُ لِيِ الأرضُ
حين أَمرُّ خفيفاً على الأرض , في
لَيْل بِلَّوْرِكِ التلالىء بين الفراشات .
لا دَمَ فوق المحاريثِ . عُذْرِيَّةٌ تتجدَّدُ
لا اُسمَ لما ينبغي أن تكون عليه
الحياةُ سوى ما صَنَعْتِ بروحي وما تصنعينه…


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

خذي فرسي ..... واذبحيها

المنشور التالي

حليب إنانا

اقرأ أيضاً