صلاة أخيرة …

التفعيلة : نثر

يُخَيّلُ لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و أن صديقة قلبي الكسير
تخون إذا غبت عنها
و تشرب خمرا
لغيري،
لأني على الأرض سائح!
يخيل لي أن خنجر غدرِ
سيحفر ظهري
فتكتب إحدى الجرائد:
“كان يجاهد”
و يحزن أهلي و جيراننا
و يفرح أعداؤنا
و بعد شهور قليلة
يقولون: كان!
يخيل لي أن شعري الحزينْ
و هذي المراثي، ستصبح ذكرى
و أن أغاني الفرح
وقوس قزح
سينشدها آخرون
و أن فمي سوف يبقى مدمّى
على الرمل و العوسجِ
فشكراً لمن يحملون
توابيت أمواتهم!
و عفواً من المبصرين
أماميَ لافتة النجم
في ليلة المدلجِ !
يخيل لي يا صليب بلادي
ستحرق يوماً
و تصبح ذكرى ووشماً
وحين سينزل عنك رمادي
ستضحك عينُ القدر
و تغمز: ماتا معاً
لو أني، لو أني
أقبّل حتى الحجر
و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي!
بلاديَ يا طفلة أمَةً
تموت القيود على قدميها
لتأتي قيود جديدة
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في قصيدة؟
ففرعون مات
و نيرون مات
و كل السنابل في أرض بابلَ
عادت إليها الحياة!
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في الأغاني
أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان
و تفلت منا
من الزمن الأول
_لجامك هذا.. دمي !
_و سرجك هذا.. دمي
إلى أين أنت إذن رائحة
أنا قد وصلت إلى حُفْرةٍ
و أنت أماماً.. أماماً
إلى أين؟
يا مهرتي الجامحة ؟!
يخيل لي أن بحر الرماد
سينبتُ بعدي
نبيذا و قمخاً
و أني لن أطعمه
لأني بظلمة لحدي
و حيدٌ مع الجمجمة
لأني صنعتُ مع الآخرين
خميرةَ أيامنا القادمة
و أخشابَ مركبنا في بحار الرماد
يخيل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و لو بقيت في دمي
نبضة واحدهْ
تعيد الحياة إليّ
لو أني
أفارق شوك مسالكنا الصاعدة
لقلت ادفنونيَ حالاً
أنا توأم القمة المارده!!


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نشيد

المنشور التالي

إلى القاءئ

اقرأ أيضاً

اشرب فديت علانيه

اِشرَب فُديتَ عَلانِيَه أُمُّ التَسَتُّرِ زانِيَه اِشرَب فَدَيتُكَ وَاِسقِني حَتّى أَنامَ مَكانِيَه لا تَقنَعَنَّ بِسَكرَةٍ حَتّى تَعودَ بِثانِيَه…

أصبح زوار الجنيد وجنده

أَصبَحَ زُوّارُ الجُنَيدِ وَجُندُهُ يُحَيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزلاً مَواهِبُه بِحَقِّ امرِئٍ يَجري فَيُحسَبُ سابِقاً بَنو هَرِمٍ وَاِبنا سِنانِن…

مجوسية وحنيفية

مَجوسيَّةٌ وَحَنيفيَّةٌ وَنَصرانَةٌ وَيَهوديَّه نُفوسٌ تَخالَفُ أَديانُها وَلَيسَت مِنَ المَوتِ بِمَفديَّه تُراقِبُ مُهدِياً أَن يَقومَ فَتُلفى إِلى الحَقِّ…