متى نرجو الثبات من الزمان

التفعيلة : البحر الوافر

مَتَى نرجو الثَباتَ مِنَ الزَّمانِ

وشَطراهُ كأَفراسِ الرِهانِ

يُطارِدُنا بلا قَدَمٍ ويغزُو

بلا سَيف يُسَلُّ ولا سِنانِ

يقودُ الجَيشَ والساعاتُ فِيهِ

هِيَ الأَعوانُ للحربِ العَوانِ

إذا رُمتُ الفِرارَ بهِ فإِنِّي

فَرَرْتُ منَ الطِّعانِ إلى الطِّعانِ

عَرَفنا الدَّهرَ في الحالَينِ قِدْماً

فهانَ بهِ علينا كلَّ شانِ

يمرُّ عليَّ يومُ البُؤسِ فيهِ

كما قد مرَّ يومُ المِهرَجانِ

فِراقٌ واجتماعٌ كُلَّ أَينٍ

ونَوْحٌ وابتِسامٌ كلَّ آنِ

وما هذا ولا هذا بباقٍ

ولكنْ كلُّ ما في الأرضِ فانِ

بِعَيني مَن تَرَى في البُعدِ عيني

وأَحسَبُهُ على بُعدٍ يَراني

دنا منِّي فأَنْأَتْهُ اللَيالي

نأَى عَنّي فأَدنَتْهُ الأَماني

حبيبٌ لا يَلِيقُ اللَومُ فيهِ

نَعَمْ لكنْ تلِيقُ بهِ التَّهاني

وما كُلُّ الأَحِبَّةِ أَهلُ لَومٍ

ولا كُلُّ الهَوى شَرَكُ الهَوَانِ

هُوَ البَدرُ المُنيرُ بَغَى أُفُولاً

فمالَ الصُبحُ نحوَ المَغرِبانِ

رَجَوْنا عَوْدَهُ والشَّهرُ ثانٍ

فلم يَسمَحْ بهِ والعامُ ثانِ

تُذكِّرُنِيهِ لائِحةُ الدَراري

إذا سَطَعَت ورائِحةُ الجِنانِ

وأنِصبُ شَخصَهُ غَرَضاً لعيني

فتَرميهِ بَمدمَعِها الجُمانِ

على تلكَ الدِيارِ لَنا سَلامٌ

نُرَدِدُهُ مع البَرقِ اليماني

وهل يَشفِي السَلامُ غليلَ شَوقٍ

لِصَبٍّ ليس يُشفى بالعيانِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لهذا الفرق دان الفرقدان

المنشور التالي

فعلت كما فعلت سلاف الساقي

اقرأ أيضاً