أطوف الأرض في شرق وغرب

التفعيلة : البحر الوافر

أطوفُ الأرضَ في شَرْقٍ وغَرْبِ

وقلبي نازلٌ بدِيارِ صَحْبي

فلي قلبٌ هُناكَ بغيرِ جِسمٍ

ولي جِسمٌ هُناكَ بغيرِ قلبِ

أحِنُّ إلى الدِّيارِ وساكِنيها

على بُعْدٍ وإن بَخُلَتْ بِقُربِ

فيَصدُقُ مَن يقولُ هُناكَ دائي

ويَصدُقُ من يقولُ هُناكَ طِبِّي

وفي تِلكَ الخُدُورِ مَهاةُ إنسٍ

مُمنَّعةٌ بحُجْبٍ بَعدَ حُجْبِ

تَصيدُ ولا تُصادُ إذا غَزَونا

فلا تُسبَى لذلكَ وَهْيَ تَسْبي

فتاةٌ وَجههُا من آلِ بَدرٍ

ولكن عينُها من آلِ حَربِ

تُصيبُ سِهامُها من غيرِ رَشقٍ

ويقَطعُ سَيفُها من غيرِ ضَربِ

أرَتْني من خِلالِ السّجْفِ طَرْفاً

قرأتُ عليهِ إنَّ اللهَ حسْبي

ووَجهاً لو ظَفِرتُ بوَجنتَيهِ

كَتبتُ عليهِما سُبحانَ ربي

جَفَتْني حِينَ قُلتُ الشِّعرَ فيها

وقالتْ قد جَلَبتَ عليكَ عَتْبي

تَعُدُّ عليَّ نظمَ الشِّعرَ ذَنباً

نَعَمْ لِسِوَى الأميرِ الشِّعرُ ذَنْبي

مَنَحتُ أبا مُحمَّدَ كُلَّ شعري

فكانَ لِمَنْ سِواهُ مالَ سَلْبِ

ومَن كأبي مُحمَّدَ يلتقيهِ

بوجهٍ مبشرٍ وفؤادِ صبِّ

ومن كآبي محمَّدَ أهل مدحٍ

ينزَّهُ صدقُهُ عن شينِ كِذبِ

ومن كأبي مُحمَّدَ أهلُ مَدحٍ

يُنزَّهُ صِدقُهُ عن شَينِ كِذْبِ

طَلَبتُ العفَو عن جَهْلي لأنِّي

طَلبتُ نظيرَهُ والجَهْلُ دأبي

فأدَّبني بسَعيٍ ضاعَ هَدْراً

كريمٌ كُلَّما أدعو يُلبّي

بَعيدُ الصِيتِ يَعبَقُ من ثناهُ

أريجُ المِسكِ في عُجْمٍ وعُرْبِ

تُقِرُّ لهُ العِدَى بالفَضلِ رَغماً

فتَحمِلُ منهُ غَصباً فوقَ غَصبِ

إذا حاضَرَتهُ يُرضيكَ حَتَّى

تَرى عَجَباً بهِ من غيرِ عُجْبِ

وإنْ فارَقتهُ يدعوكَ شَوقٌ

إليهِ قائداً بِزمامِ جَذْبِ

نلومُ السُّقمَ إذ يأتي إليهِ

وهل ظامٍ يُلامُ بورْدِ عَذْبِ

ونَطمَعُ في السَّلامةِ من أذاهُ

فقد وافَى على قَدَمِ المُحِبِّ

شَفاكَ اللهُ من كَرْبٍ تَراهُ

كما يشفَي بلُطفِكَ كلَّ كَرْبِ

فإنَّكَ في بِلادِ الشَّرْقِ رُوحٌ

وإن تكُ نازلاً منها بِغَرْبِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إن كنت بالله في دنياك تعتصم

المنشور التالي

في ساحة الحي من تيماء غزلان

اقرأ أيضاً