لكلِّ قلبٍ حبيبٌ ظَلَّ يَهواهُ
وأعظمُ الحبِّ فيهِ حُبُّ دُنياهُ
وكلُّ صَبٍّ سيسلو دونَ عاشِقها
فذاكَ يُبقِى هواها طيَّ أحشاهُ
تَلَّبسَ النَّاسُ بالأخلاقِ واشتَبَهوا
فالكلُّ قبلَ اختبارِ النَّقْدِ أشباهُ
ومَنْ تَصدَّى لدعَوى دون بيِّنةٍ
لصدقِهِ سَقَطَتْ في الحالِ دَعواهُ
والنَّاسُ صِنفانِ ذا لحمٌ يَضُمُّ دَماً
وذا على أصلهِ طينٌ وأمواهُ
والبعضُ نُطْقٌ وآدابٌ ونادِرَةٌ
والبعضُ ألسِنةٌ تَلغُو وأفواهُ
تَداوَلَ الشِّعرَ قومٌ جاءَ بعضُهُمُ
بلفظهِ وأتى بعضٌ بمَعناهُ
كَمعدِنٍ نالَ مِنهُ بعضُنا ذَهَباً
والبعضُ نالَ تُراباً مِن بَقاياهُ
إن التَّجارِبَ نَقدٌ للرِّجال فكمْ
قد غَرَّنا صاحبٌ حتَّى اختَبَرناهُ
ولم نَجدْ كبَنِي رَسلانَ مِن فئةٍ
تَرعى وِدادَ صديقٍ ليسَ تَنساهُ
قومٌ لهم كَرَمُ الأخلاقِ عَن سَلَفٍ
كَمُورِثٍ خَلَفاً داراً لِسكُناهُ
بَنَوا مِن المجدِ بُرجاً فوقَ أعمدةٍ
ومُلحِمٌ زادهُ قَصراً وأعلاهُ
مجدٌ قديمٌ لهُ بَهراءُ مُرضِعةٌ
بينَ العراقَينِ والنُّعمانُ رَبَّاهُ
لا بِدَع في الرُّتبةِ الأُولى إذا وَفَدتْ
من جانبِ الدَّولةِ العُظمَى لِمغناهُ
فهْوَ الحريصُ على إحكامِ خِدمَتِها
بحُكمِ حقٍّ وعدلٍ منهُ تَرضاهُ
نُهدي الأميرَ التَّهاني والهَناءُ لنا
بما بهِ جادَ مَوْلانا ومَوْلاهُ
لنَا خِزانةُ عِزٍّ عندَهُ فإذا
زادتْ فَمَهما يَزِدْ فيها اقتَسمناهُ
كَرامةُ الرَّأسِ للأعضاءِ شامِلةٌ
كذاكَ والي الرَّعايا مع رَعاياهُ