مستهام رق وانتحبا

التفعيلة : البحر المديد

مَن لِصَبّ لَم يَنَل أَرَبا

مُستهام رقَّ وَاِنتَحَبا

مُستهلّ الدَمع ساكبه

ما شَكا بُؤساً وَلا وَصَبا

ذو غَرام سامَهُ شَجَنا

مُشفِقاً مِن بَرحِهِ رَهبا

وَهَوى الآرام غالبه

وَهوَ لا يُصغي لِمَن عَتبا

وَاللَواحي حمّلته عَنا

لاعجٌ مِن وَجدِهِ اِلتَهَبا

لَم يَزَل دَوماً يُصاحبه

مُصعداً أَنفاسَهُ لَهبا

وَيح قَلبي ظَلّ مُرتهنا

أتقاوى وَالهَوى غَلَبا

وَالظبا تيهاً تُعاقبه

وَعَيائي داؤُهُ صَعبا

وَغَزال هزّ قَدّ قَنا

ذو جَمال زيّن النقبا

فتنَ الأَلبابَ حاجبُه

وَبلبّي طالَما لَعِبا

بِأَبي مِنهُ بَديع سَنا

لا نَأى عَنّي وَلا غَربا

قَمر تَزهو مَواكبُه

لَو رَآه البَدر لاِحتَجَبا

خَدّه الوَرديّ طابَ جَنى

وَسُقي ماء الحَيا أَدَبا

جَلّ عَن رَيب يُقاربه

فَغَدا حالي بِهِ عَجَبا

صُنت عَمَّن لامَني أُذنا

كَم حَسودٍ ناصح خلبا

رَيثما أَنّي أُجانبه

مَسمَعي عَن نُصحه اِجتَنَبا

وَمدام الثَغر كَأس هَنا

هات يا مَن مِنهُ قَد شَربا

أتُرى نِدّاً يُناسبه

سكراً أرشفت أَم ضَربا

غَير ما أَمّلت فيهِ مُنى

مِن جدى آلاء من وَهَبا

وَأمين المَجد واهبه

ذو المَعالي سَيّد النجبا

مَن إِذا أَتلو لَديهِ ثَنا

مَدحهُ يَتلو الثَنا كتبا

رَتّلت مَدحي مَناقبهُ

مَن رأى تَرتيله اِعتَجَبا

أَريحيّ كَم حَبا مِننا

غَير مَغبون بِما اِكتَسَبا

مِن ندى جادَت سَحائبُه

لَم يسمه بَذلهُ كربا

كُلّ مَعنى حازَهُ حسنا

حين عَمّا دونَهُ رَغبا

عِندما باهَت مَراتبهُ

طاوَلَت عَلياؤُهُ الشُهُبا

فَهوَ غَيث البرِّ إِن هَتنا

وَهوَ لَيث الغاب إِن وَثَبا

لَمَعت بَطشاً قَواضبه

لِترى مِنهُ العِدا رُعبا

لا اِنبَرى يَلقى هنا وَمنى

لَم يَزَل بِاللَه مُحتسبا

ظافِراً فيما يُراقبه

غَير مَعصيّ بِما طَلَبا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مطالع سعد قد تجلت كواكبه

المنشور التالي

عاني المها مستهل الدمع ساكبه

اقرأ أيضاً