أَما وَلَيل عذاريه وَما وَسَقا
وَوَجهه القَمَر الزاهي إِذا اِتَّسَقا
وَصادِ صُبح جَبين تَحتَ دال دُجىً
تَغيب عَين الضُحى مِن فَرقهِ فَرَقا
إِنّي لَأَذكُر ما خَصّت شَمائله
بِهِ فَأَشكُر مِنهُ الخَلق وَالخُلقا
مُهفهف القَدِّ لَولاه لَما نَظرت
عَيناي بَدرَ دياجٍ فَوقَ غُصن نَقا
عَزيز حُسن لِمَعناه وَمَنطقه
طَرفي وَسَمعي إِلى أَبوابه اِستَبَقا
كَم رُحت مِن حدق الأَلحاظ مُصطَبِحاً
راحا وَمِن قَدَح الأَلفاظ مُغتَبِقا
جَلا لَنا خندريس الحان مرشفه
كَأَنَّما هِيَ شَمس أودعَت شَفَقا
فَاِحمرّ كَأس الطلا مِن خَدّه خَجَلاً
حَتّى تَصبّب مِن راووقهِ عرقا
حتّامَ يا ناعس الأَجفان تَمنَعني
كَرىً وَتَمنَحُ مَضناكَ الشَجي أَرَقا
فَتّان ناظرك الفَتّاك يا قَمَراً
تركيُّ لَحظيهِ لَم يَترُك بِنا رَمَقا
أسيّج الوَرد رَيحان بِخدِّك أَم
زَهر البَنَفسج يا مَن قَد سَما وَرَقا
رَعى رِياض الخُزامي طَرف واردها
مِن وَجنَتيك وَحيّاها الحَيا وَسَقى
عَجبت مِن جَنّة حازَت سَمير لَظىً
دَليله أَنّ في قَلبي لَها حرقا
هِيَ النَعيم بِها الظلّ الظَليل لَنا
ما بالُ قَلبي بِها يَلقى عَناً وَشَقا