صبّ على عَهْدِكم مُقيمُ
يا منْ بِكم مِثُلهُ يهيمُ
لَيسَ له عَنْكم اشْتِغالُ
كَيْف ودَأبُ الهَدى واللزومُ
كهْف حماكم له مَلاذٌ
يا حبَّذا الكَهْف والرَّقيمُ
لَمَّا صَفا لِلْهَوَى بِجدِ
أسْلمَهُ الخِلُّ والحميمُ
قالَ لهُ قد جِئْتُ فانْظُرْ
قال كذَا الأمْرُ مُسْتقيم
مالِ إِلى شَرْعَةِ التَّصابِي
فَهْيَ له دينُه القَوِيم
يا قادِماً من دِيار لَيْلى
عُطَّرَ من نشْوِكَ القُدومُ
كلّ خَلى الفُؤاد صَاح
عَذابُه عِنْدنَا ألِيمُ
لَوْ يَبْدو لِلنَّاس ما بَدا لي
قالوا ألاَ إِن ذا عَظيمُ
شرِبْتُ بالدُّرّ كاسَ خمْر
عاصِرُها الصَّانِعُ القَدِيم
وطِبْتُ لمَّا فَهمْتُ رمْزِي
وفَهْمُه المطْلَبُ القَويمُ
بَدَا لنَا من حِمَاهُ سِرُّ
يفُوحُ عن لطْفهِ النسيمُ
فَوقْتُنا الآن مثْلُ سَيْفِ
وكلُّ وقْت له عَدِيم