هَيَّا يا مَحْبُوبَ هَيَّا
نَرْتَشِف كاسَ الْحُمَيَّا
واعْطِي للْخَمارَ دَلْقِي
والثيابَ إِليْ عَلَيَّا
ثُمَّ نَقْطع الْعَمايِم ونُمَزق الطيالِس
ونَدَقْ الْدُيُور ونَصْحب الشَّمامِس
ونَدور في الصوامع عَلى لباسِ القَلانِس
كَيْ أرى مَرْبَحْ مُدامِي
بجملتِ كَفْ الثريَّا
ونَعِشْ في الخانِ خَليعاً
لا إلفَ لِي أو عَلَيَّا
ما نجِد خليعاً مِثْلي حَرَّقَتْهُ الْكاساتُ والأذْنان
مُعْتَكِف في جامع أزْهَر مُخْتلِي في شَقِّ تِعْبان
وبَقيتْ عاشِق مُهَتَك نَنْظِمْ الزَّجل والأوزان
وفي مِحْرابي إِبْريقْ
فيه خَمْرَهْ مَعْنَوِيَّا
وجَعَلْتُ السُّكْرَ دأبي
وهَوَيتُ الْعِشْقَ غيَّا
مَن يَكُن مِثْلِي مُحَقق ويرى جَمْعَ الْمَشاهِد
يَنْظُرِ الكاساتِ والأدْنان والشراب والْكُل واحد
ولا يَنْهَل ذَا الْمَناهِل ويَرَى ذِي الْمَوارِد
إِلا مَن أفْنَى وُجُودُه
ولاَ خَلَّى فِيه بَقِيَّا
ونَفَى عنْهُ الْخَواطِر
وجَلاَ صَقْلَ الْمُرَيَّا
مُذْفنى عنيُ وُجُودي
وفناي عين بقاي
وانْجَلَت لِي الحقيقه
وانْكَشَف عنِّي غِطايْ
وارتَفَع عَنِّي حِجابِي
ما رَأيْت في الْكَون سِوَاي
ورأيْتُ وجْهِي بِوَجْهِي
وانْجَلَت مِنِّي عَلَيَّا
وسَقيتْ ذاتِي بذاتِي
يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي
يا حبيب اشْرَبْ هَنِيَّا
قَلْبي قد عَشَقْ لِقلْبي
وهَوَتْ ذاتِي لذاتِي
وَتجَلت لِي الحقيقه
بِنُعُوتِي وصِفاتِي
كُلَّما نادَيْتُ الأكْوان
جاوَبَتْنِي بِلُغَاتِي
قَبْلَ هذا كُنْتُ كَنْزاً
في وُجُودِي مُخْتِفيَّا
فَتعرفتُ لِذَاتِي
وتتكرتُ عَلَيَّا