شوية كمان

التفعيلة : حديث

أهل البُكا في الفرح والضحك في الأحزان

يوم القيامة همومنا تكسر الميزان

شايف أملنا جنينة دربها نيران

نجري إليها ويسقط في الطريق شهدا

وكل ما نقول تعبنا تقول شوية كمان

لافّين تاريخنا على أَكتافنا سجادة

تتقل وتِغْلَى إذا مرت سنة زيادة

متزخرفة على خَلْفِيِّة سواد سادة

يا معجزة في كَفِّ غَزَّالينها معتادة

منسوجة من عَرَق العبدان والسادة

والجند والقادة ومن عمايل عدانا ومن عمايلنا

شايلين تاريخنا على أكْتافنا وشايلنا

بنكتبه وهُوَّه يمحينا

يا عالم مدد

شيلة تقيلة ولا حيلة لنا أو جَلَدْ

نفد وقل العدد

سجادنا غطى البلد

نمشي وخيطانه لِسَّه في مغازلنا

نخلص يا يخلص يا إمّا تخلص البلدان

وكل ما نقول تعبنا يقول شوية كمان

النخل مايل على دجلة في ليلة الغزو

جَمْع المغول غول بيمحي في المداين مَحْوْ

عيون هلكها النعس والخوف على الأسوار

وعالبروج في الهوا

ترجف مشاعل نار

والنار بتبعت لنا ريحة تَتَرْ في الجَوّ

ممالك الشام رهاين عُصبة الإفرنج

عساكر اتنطْورت في رقعة الشطرنج

والنار بتاكل كُتُبْ مِ الطوب ومِ الأحجار

والنار بتاكل مُدُنْ مِ الفلسفة والنَّحْوْ

نادَى الخليفة ما ردِّش غير عبيده الزنج

منقوش على طرف السجادة بينادي

منقوش عليها ومعشّق حزْن بغدادي

مكتوب على طرف السجادة كلمة “لَوْ”

و”لَوْ” دي كلمةْ أمل تعمل عمل شيطان

وكل ما نقول تعبنا تقول شوية كمان

وبعد ألف سنة لف الزمن واندار

سجادة ملفوفة قلنا ولفَّها غدّار

شُفْتِ إبراهيم ماشي في شط الفرات محتار

يقول يا نار ابردي

تقول له ما هو بْيَدي

واللهِ يا سَيِّدي ما كنت أقرَّبْ لُهُمْ لو كان بإيدي اختار

لكن إرادة بشر موكب ضِباع انتصر

على طفالة صغار

آل الحسين كربلا عالخلق مِتْعَمِّمَة

آل النبي بالعطش مضروب علينا حصار

تمشي الأعادي بخوَذْ أو تمشي مِتْعَمِّمَة

بَني أُمَيَّة جُروحكم لسّه أهيه مْعَلِّمَة

خافوا على نفسكمْ لو كنتوا مش خايفين

على النَّسَب والدِّين

يا مَيِّة النهرين

مَيِّةْ وُضوءِ السَّما مِن طلعة الطيران

ماشيين في مملكة الموتى ندوَّر على

نبع الخلودْ في الخَلا

ينده علينا الصدى انتوا الخلود يا إخوان

وكل ما نقول تعبنا يقول شوية كمان

طالع على الجُلْجُلَة

بين عسكر الرومان

أهله اليهود سلموه لهُم وقالوا خان

تِعِبْ كريم النسب من قلة الخلان

وفوق كتافه الخشب من شغلته تعبان

شفته على الجُلْجُلَة

وإيديّ متسلسلة بالشك والأسئلة

بينادي ليه سبتني يا مْكَوِّنِ الأكوان

والحربة في ضلوعُه

لما ارتفع عالصليب

ما شفت أنا دموعه

وأمَّا نظر للبشر من تحته دمعه بان

من يومها واحنا بنمشي كلنا بصُلبان

أنا الصليب خشبة فاردة دراعينها

ما أتعس الشجرة اللي بيعملوه منها

حدِّش سأل إيه شعوري وهوَّه شايلني؟

إيده عليَّ دَفا وديني على دينها

هوَّه صلبني بجَمالُه

قبل ما أغتالُه

خلَّص لي صبري بصبرُه عاللي يجراله

عِتِر في شاله

وقع عل الجُلْجُلَة نوبتين

حَطُّوه عليَّ العساكر والبَشَر شاهدين

الكفِّ عالكفَّ

والرجلين على الرجلين

يميني في يمينه وشمالي على شماله

هُوَّه صليبي

على بعض احنا مصلوبين

أبكي حبيبي وعذابي من عذابه اتنين

وصوت من الغيم ينادي ويعلى مسموعُه

لا تدمعي يا جرار الزيت على عصره

دا كل شيء يجرى لازم يجرى في عصره

الجمعة للعسكري

والسبت للكهّان

والحَدِّ للحَدِّ بين الكفر والإيمان

منقوش على طرف السجادة “لها أوان”

يا قدس واللي انهزم

قادر على نصره

واحد عظيم الشان

والصبر طَيِّب وعيسى عارف العنوان

وكل ما نقول تعبنا يقول شوية كمان

متجمّعين كلّهم في المسجد الأقصى

الأنبيا زي نقش الآية منرصَّة

والفجر أُسطى في زواق الشمس يتوصَّى

واصِل نبينا مُحَمَّد سيِّد الكَونين

يؤمّهم صاحب الخاتم كحيل العين

الأحمد العربي اللي في “طه” وفي “ياسين”

من الكرم خلّى في حلق الشيطان غصة

مستنيينك يا سِيدنا يا كَبير القوم

تِجْلي الغمامة وترفع غمّة المهموم

ياللي فديت الغزالة من تجار الشوم

ياللي أخدت التار من أَغنِيا كفّار يوم أخرجوك م الدار

ورجعت منصور بعسكر من بَشَرْ ونْجوم

مَيِّةْ طوفان الزمن يغسل إديه فيها

والعلّة تشفيها بها وأنت كافيها

تمشي على الصَحَرا تطرح كَرَمْ وكروم

الحق عليها يا بو القاسم غزاها الروم

مطرح ما كنت إمام الرُّسْل في المسجد

فيه شعب كامل جماعة هناك بيستشهد

جيش الجبابرة من التابوت بيتهدِّد

يا جندي يا مستخبي وأنت بتسدِّد

والله مات الولد بتطُخِّ مين يا جبان!

ألوان عَلَمهم وراسمينها في مناديلهم

واقفة الملاحم ينادوا لها وْتِنادي لْهم

شايلين وطنهم على كتافهم وشايلهم

نجوم تحوم في بيوتهم يا قناديلهم

نجوم بترعش لكن يرعش لها ليلهم

والمعجزة فْكلِّ إيد

نبي يا كلّ شهيد

وكعبة يا كلّ منزلْ من منازلهم

لبسوا السواد مش حداد

لكن غضب يحتَدّ

لبسوا السواد بسّ ما قبلوا التعازي في حَدّ

الموت يحسّ بعَبَثْ

الموت يحس بجدّ

أمره عليه التَبَس

مفروض يكون له احترامه بين بني الإنسان

اتهان ودمه اتحَبَس

الموت لبس كفنه وحضر لنفسه صوان

مستنيين احنا مين فينا اللى حينُه حان

ما تقول لنا يا نبي يا خير وَلَد عدنان

الحمل زاد عالبشر والعدل في الميزان

وكل ما نقول تعبنا يقول شوية كمان

أهل البكا في الفرح والضحك في الأحزان


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

السماء الصغيرة

المنشور التالي

إعدام

اقرأ أيضاً

داو المتيم داوه

داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ مِن قَبلِ أَن يَجِدَ الدَوا إِنَّ النَواصِحَ كُلَّهُم قالوا بِتَبديلِ الهَوا فَتَحتُموا باباً عَلى صَبِّكُم…