أتبكي ماهراً وبه تراخت
إليك أعنّة الحكم الجموح
بكيت عليه من قلب طروب
بحفظ العهد للماضي شحيح
وما ذرفت عيونك قط دمعاً
على وطن بدولتكم جريح
جنودٌ من شباب المجد هاموا
هيام اللفظ بالمعنى الصحيح
فكان جزاؤهم طعنا وقتلاً
وتشريداً بأودية الجروح
أدولتكم تدوم وأنت فيها
قذاة العين في الوجه المليح
شباب لم ير البوليس فيهم
شباب المجد من عقل وروح
فطاردهم وأسرف في أذاهم
بأسلحةٍ من البغي القبيح
مئاتٌ من شباب المجد طاحوا
ألا إن العواقب للمطيح
في خاطر الوطن الغالي وذمّته
نواشيء في ثراه البكر أشبالُ
صاروا إلى حفرات سوف يجهلها
بعد الأسابيع أعمام وأخوال
لا باس لا باس إن المجد صورته
في أنفس الصيد أخطارٌ وأهوال
يا ذاهبين ولم اشهد جنازتهم
والدمع في القلب دفّاقٌ وهطّال
لا تحسبوا أنكم متّم فما خلقت
للموت روح بها الأمجاد تختال
يا زاحفين على الشبان في صلف
كأنكم في شعاب الحرب فرسان
بأمر من أعملت فيهم قواذفكم
وضارب الأخ للأرحام يختان
بإمر من صوّبت بغيا وموجدةً
إلى صدور الشباب الغض نيران
طرتم إليهم سراعاً في بواكركم
والسيف في يدكم جوعان ظمآن
عادوا وعدتم إلى دار تئن لكم
وحلقها بالشجا المكتوم غصّان
بوليس مصر شباب طامحون لهم
في غير هذا الطريق السهل ميدان
لا تقهروهم على تقتيل إخوتهم
فالربح في هذه الساحات خسران