جاد بالوعد في زمان بخيل

التفعيلة : البحر الخفيف

جاد بالوعد في زمان بخيل

رشأ في العيون منه سواد

قرأ الشعر في البلاغ فأصغى

أنا بالشعر للمها أصطاد

ساحراً أنت يا فؤاد فقل لي

كيف ضاع الفؤاد ضاع الفؤاد

سمرة كالسواد في العين سحرا

من سواد العيون هذا المداد

لو بعيني نظرت وجهك لحظا

لبكى الصخر ساجدا والجماد

إن يوما سمحت فيه بوعد

هو عندي الدهور والآماد

لست أدرى وأنت تنهب قلبي

ما الليالي وكلها آحاد

يا ابن اشمون كل عطف بعطف

ما الذي أبتغى وأنت المراد

أستقى الشهد من رضابك خمرا

وبعينيك تكثر الأعياد

آه من صبوة تساور قلبا

هو بالحسن والجمال مشوق

إن رآك اشتهى فراقك كرها

واشتهاء الفراق مما تشوق

لا تدعني أهواك قلبا لقلب

أنا في الوجد بالجمال غريق

أدن خديك من فؤادي قليلا

جمرة الزهر يشتهيها الغريق

أدن ثغريك من فؤادي قليلا

إنني ظامىء وأنت الرحيق

آه من صبوة بكى القلب منها

وبكاء القلوب مما يروق

كدت أنسى أن الغرام ضلال

كدت أنسى أن الغرام فسوق

أين ليلى وأين صبحى أجبني

وحياة الفؤاد ليل وصبح

أقطع الدهر كله في هيام

هو في شرعة الغرام شطح

وأراعى الغرام بالرغم مني

وبقلبي من التعفف نوح

فضحته عيونك السود فضحا

في سواد العيون يحلو الفضح

جرحتني عيناك في الظهر عمدا

يا فؤادي متى يطيب المرح

تقرأ الشعر في البلاغ وتمضى

جاهلاً أنه بسرك بوح

يا شبابي تعال عندي وقل لي

هل يروق الفؤاد هذا الشباب

ظلمتني الأيام ظلما أثيما

ما على الظلم في الغرام ثواب

ظالت أنت يا مشيبي فقل لي

ما دواعي المشيب ما الأسباب

كنت أستوهب الخضاب لشعري

هل يعيد الشباب ذاك الخضاب

ما بعيني بكيت بل بفؤادي

ليس دمع القلوب مما يعاب

مهجتي خمرة لمحبوب قلبي

هل يروق المحبوب هذا الشراب

طلع الصبح واليمام يغنى

ما الذي في فؤاد هذا اليمام

صادح باغم يحارب قلبي

بالبغام الصداح بعد البغام

لا تلم عاشقا روى الوجد عنه

ما رواه من ثورة الآرام

أنا ألقاك يا فؤاد بقلبي

كل لحظ في ساحة الأحلام

سارق أنت للفؤاد بلحظ

هو في ضوأة النهار حرامى

يا فؤادي وأنت أنت فؤادي

أنت كاسي وأنت أنت مدامي

ما على الحسن لو سقاني كأسا

من مدام فلا يطول سقامى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أترك الشط آه بالرغم مني

المنشور التالي

رأينا من الحسن ما راعنا

اقرأ أيضاً