قد يسمع الإنسان قولًا سيئًا أو ما يشير إلى حديث عار وعيب ، وهو ما يثير نفور العديد من البشر ، وفي هذا الشأن أبدع العرب في أقوالهم التي تستنكر سماع الشر وتدعو إلى الاكتفاء بمجرد سماعه ، ومن أشهر أمثال العرب التي تعبر عن هذا المعنى العبارة القائلة “حَسْبُكَ مِنْ شَرِّ سَمَاعُهُ” ، والتي تعني أنه يجب عليك الاكتفاء بسماع الشر ولا تعاينه .
قصة يكفيك من الشر سماعه :
ورد عن هشام بن الكلبي أن هذا المثل قد جاء على لسان أم الربيع بن زياد العبسي ، وذلك حينما كان ابنها الربيع قد أخذ درعًا من قيس بن زهير بن جذيمة ، فقام قيس بالتعرض لأم الربيع وهي على راحلتها أثناء مسير لها ، حيث أنه رغب أن يذهب بها من أجل أن يرتهنها بالدرع الذي أخذه ابنها .
غضبت أم الربيع قائلة لقيس :”أين عزب عنك عقلك يا قيس ؟ أترى بني زياد مصالحيك وقد ذهبت بأمهم يمينًا وشمالًا ، وقال الناس ما قالوا وشاءوا؟ ، وإن حسبك من الشر سماعه” ، لتصبح عبارتها الأخيرة مثلًا يعني “كفى بالقول عارًا وإن كان باطلًا” ، حيث أنها أرادت أن توقف قيس عند حده لتخبره حجم خطأه من خلال إفصاحه بما ينتوي فعله معها ، ليصبح كلامه عارًا وهو ما يكفيه عند هذا الحد دون أن يفعل شيء .
وقد ورد عن بعض النساء الشواعر أن هذه المقولة لعاتكة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلّ الله عليه وسلم في البيت القائل :”سائل بنا في قومنا .. وليكف من شر سماعه” ، وعلى كل حال فإن هذه العبارة أصبحت مثلًا يُضرب في العار والقول السيئ الذي يحمل نوايا سيئة غير مقبولة.