اللهُ أعطاكَ من أعدائكَ الظَفَرا
فلم تُبَقِّ لهُمْ ناباً ولا ظِفْرا
قلّدْتَهُم منَناً حتى إذا عجِزَتْ
عنها رقابُهُمُ قلدْتَهُم بَتْرا
سَرَوا إليكَ فلما أصبحوا حكمَتْ
بيضُ الظُبى أنهم لا يحمَدون سُرى
جاءوا صفوفَ قِراعٍ فانتقمْتَ وما
أبرَّ جودَك لو جاءوا ضيوفَ قِرى
جعلتَهُم جُزُراً حينَ أبَوْا
أن يطلبوا بلسانِ الطاعةِ الجُزُرا
من لم يدع كوّةً حتى يفتّشَها
فقُلْ له ستُلاقي الحيّةَ الذَكَرا
يسعى أبو حربةٍ في رُتبةٍ منِعَتْ
فلو أبو ألفِ رمحٍ رامَها قُهِرا
وتستخفُّ أمانيهِ منيّتَهُ
حتى يرومَ ثريّا الأفْقِ وهْو ثَرى
حتى انتحاهُ أبو الفياضِ منصَلتاً
كالعَضْبِ ما مسّ من أطرافِه بُتِرا
ما زالَ يهدُرُ مثل الفحْلِ من نظرٍ
حتى أرقتَ بكِتْبَتيْهِ دماً هُدِرا
تبّاً له عاوياً نال الحِمامَ به
فجاءه عجِلاً للحينِ مُبْتَدِرا
جَنى فلما أراهُ الفتحُ غايتَهُ
ولّى وأهدى إليكَ الراسَ معتذِرا
فليَهْنِكَ الفتحُ مُخْضرّاً جوانبُه
تكادُ تقطِفُ من أثنائِه الزَهَرا
سلمتَ إذ سرتَ بالإسلامِ معتَصِماً
وخابَ إذ بالنّصارى جاءَ مُنتصِرا
إن الذي يكْفُرُ المولى صنيعتَهُ
ويدّعي أنّه أولى كمَنْ كفَرا