طَفَحَ الأنسُ فوقَ ساحاتِ جِلَّقْ
فتغنَّى الهَزارُ والدَّوحُ صَفَّقْ
صارَ فيها نهرٌ من الماءِ يجري
وخليجٌ من السُّرورِ تَدفَّقْ
يُخلَقُ السَّعدُ في العِبادِ لبعضٍ
بعدَ حينٍ والبعضُ في السَّعد يُخلَقْ
إنَّ من كان للمواهبِ أهلاً
عند مَوْلاهُ فهوَ يُعطَى ويُرزَقْ
ومَجالُ الأرزاقِ كالبحر من خا
ضَ ولم يعرِفِ السِباحةَ يَغرَقْ
لو تساوت خلائقُ اللهِ طرّاً
لم يكن بعضُها عن البعضِ يُفرَقْ
رُبَّ فَرْدٍ منها يفوقُ أُلوفاً
وأُلوفٍ بواحدٍ ليسَ تَلحَقْ
والكريمُ الذي يُجدِّدُ مجداً
ليسَ من مجدهِ بإرثٍ تعلَّقْ
والذي مجده يزيد جديداً
كلما زاد عمرهُ وتَعتَّقْ
أنتَ يا رُكنَ قومِنا أهلُ هذا
وهْوَ من بينِ أهلهِ بكَ أليَقْ
كلُّ نفسٍ تهواكَ عن خَبَرٍ وال
أُذنُ من قبل نظرةِ العين تَعشَقْ
نَظَرتْ مقلةُ الخليفةِ يوماً
نَظْرةً في الصَّوابِ أجلَى وأصدقْ
فأفادَتْكَ رُتبةً في المعالي
أنتَ أولى بها وأوفَى وأوفَقْ
ليسَ أهلاً لزينةٍ كلُّ شخصٍ
لَبِسَ الثَّوْبَ والحِلَى وتَمنطَقْ
والمعالي تَزينُ بعضاً وبعضٌ
تقتضي شَيْنَ عِرضِهِ فيُمزَّقْ
أيُّها الكاملُ الصّفِاتِ اللَّواتي
جَمَعت من لطائفٍ ما تفرَّقْ
لكَ سِرٌّ مقيَّدٌ وثناءٌ
سائرٌ في جَوانبِ الأرضِ مُطلَقْ
ولِسانٌ يجري على منهَجِ الصِدْ
قِ ومالٌ في طاعةِ اللهِ يُنفَقْ
ولكَ الهِمَّةُ التِّي حينَ تَمضي
ليسَ يَعصِي عن فتحها كلُّ مُغلَقْ
هِيَ نارٌ ليست تصيرُ رَماداً
وهْيَ سيفٌ بهِ الصَّدا ليسَ يَعلَقْ
ولقد قُلتُ للذي رامَ مدحاً
لكريمٍ يُرضى بهِ ويُصدَّقْ
هاكَ مْن بالمديحِ وضعاً وطبعاً
قد تَحلَّى مثلَ الحمامِ المُطوَّقْ
أوحشَ القُطرَ حينما غابَ لكن
مَوكِبُ الأُنسِ حينما عادَ أطبَقْ
فرأتهُ العيونُ في الشَّامِ لمَّا
أرَّخُوهُ كالبدرِ غابَ وأشرَقْ