وأعرافه الشم التي لاح دونها
نجوم الثريا والسماكين والغفر
وإذ بلغ النضرُ المكثرُ فرعها
وصوبَ لم يبلُغ إلى الأرض في شهر
لها الغرفُ البيضُ التي يضحكُ الضُحى
وتلحفها من نورِها في سنا الغر
حنايا كأمثال الأهلةِ ركبت
على عمدٍ تعتدُّ في جوهر البدرِ
كأن من الياقوتِ قيست رؤوسُها
على كلّ مسنونٍ مقيضٍ من السدر
كأن قُصورَ الأرضِ بعد تمامه
نتوءُ الذرى أخفى شخوصاً من الذرِّ
وتنتشر الأبصارُ منها إلى مدى التنز
ه بالأطيار والوحشِ والزهرِ
وأعجبُ من أفيائها الغُرَر التي
يقيل بهن البرد في وغرةِ الحر
ينم بأخفى سرها غير كاتم
صداها فأخفى السر فيها من الجهر
كأن الذي يخفي الحديثَ بنجوها
على أخفضِ الأصواتِ يشدو على وتر
نؤوم الضحى ضافي العلى سجسج السنا
تضيء بلا شمسٍ عليها ولا بدر
ويا حبذا أنباتها الخضرُ حولها
وأنهارها البيضُ التي تحتها تجري
ترى الباسقاتِ الناشراتِ فروعها
موائس فيها من مزاولة الوفر
كأن صياغاً صاغ فوق غصونها
من الذهب الناري عراجين من تمرِ
تبدلن حالاتٍ ثلاثاً لهن في
مصوغ الحلى شكلٌ وفي الجوهر النضر
نشت لؤلؤاً ثم استحالت زمرداً
يعود إلى العقيان بعد جنى البسر
وقد يشتهي منها شرابٌ ألذ من
تضرعِ مشتاقٍ إلى عاشقِ الكبرِ
ومن أرجاتٍ في الغصونِ كأنها
خدودُ عذارى في مقانعها الخضر
يغردُ فيها كل مختضبِ الشوى
موشى القرا قاني الطلى أخضر الصدر
إلى كل سلتاء أضاعت خضابها
مدبجة الكشحين والبطن والظهر
إذا ما استهلت في شجيّ غنائها
ينسيك ترجاع اليراع بلا زمر
وما شئت من هفهافةٍ قلمية الغناء
إلى نايية النغمِ والنبرِ
وحابسةٍ في ذقنها درهمين ما
يزولان فيما تشتريه وما تشري
قد اشتملت في يلمقٍ وأعارها
هناك غرابُ الماء خفيه للأجر
وكل بديع فيه لم ير مثله
من الطير والنينان والتمر والقمري
وراثة آباءٍ تولوا خلائفٍ
بهاليل أملاكٍ خضارمةٍ زهرِ
أبى اللَه إلا أن يتم بناءه الر
فيع الذي تمت به غايةُ الشكر
سميُّ النبي المصطفى وحميمه
وخاتمِ مسطورِ النبوةِ في الذكرِ