عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِن أَيمَنِ الحِمى
لِكَعبيَّةٍ آباؤُها طَلَلٌ قَفرُ
كَأَنَّ بَقاياهُ وَشائِعُ يُمنَةٍ
يُنشِّرُها كَيما يُغالي بِها التَّجرُ
وَقَفنا بِهِ وَالعَينُ تَجري غُروبُها
وَتُرزمُ عِيسٌ في أَزِمَّتها صُعرُ
وَيَعذِلُني صَحبي وَيُسبِلُ دَمعَهُ
خَليلي هُذَيمٌ بَلَّ هامَتَهُ القَطرُ
وَلَستُ أُبالي مَن يَلومُ عَلى الهَوى
فَلي في هَوى سَلمى وَأَترابِها عُذرُ
نَحيلَةُ مُستَنِّ الوِشاحِ خَريدَةٌ
إِذا نَهَضَت لَم يَستَطِع رِدفَها الخَصرُ
تَميسُ اِهتِزازَ الغُصنِ مِن نَشوَةِ الصِّبا
أَمِنْ مُقلَتَيها أَسكَرَ القَدَمَ الخَمرُ
وَما أَنسَ لا أَنسَ الوَداعَ وَقَولَها
بَني عَبدِ شَمسٍ أَنتُمُ في غَدٍ سَفْرُ
أَجَل نَحنُ سَفْرٌ في غَدٍ وَدموعُنا
بِنَحرِكِ أَو بالمَبسِمِ العِقدُ وَالثَّغرُ
وَرُحنا سِراعاً وَالقُلوبُ مَشوقَةٌ
أَقامَت بِها الأَشجانُ واِرتَحَلَ الصَّبرُ
حَمامَةَ ذاتِ السِّدرِ بِاللَهِ غَرِّدي
يُجاوبكِ صَحبي بالنَقا سُقِيَ السِّدرُ
أَيُسعِدُ مَن يُدميجَوانِحَهُ النَّوى
حَمامٌ لَدَيهِ الإِلفُ وَالفَرخُ وَالوَكرُ
يُناغيهما حَتَّى يَميلَ إِلَيهما
إِذا اِكتَنَفاهُ الجيدُ مِنهُ أَوِ النَّحرُ
وَلا يَستَفِزُّ الشَّوقُ إِلّا مُتَيَّماً
إِذا ذُكِرَ الأَحبابُ رَنَّحَهُ الذِّكرُ
وَبالقارَةِ اليُمنى عَلى عَذَبِ الحِمى
عِذابُ الثَّنايا مِن سَجيَّتِها الهَجرُ
تَذَكَّرتُها وَاللَّيلُ يُسبِلُ ظِلَّهُ
فَبِتُّ أريقُ الدَّمعَ حَتَّى بَدا الفَجرُ