ما لي أفرط فيما ينبغي مالي

التفعيلة : البحر البسيط

ما لي أُفَرِّطُ فيما يَنبَغي مالي

إِنّي لَأُغبَنُ إِدباري وَإِقبالي

اليَومَ أَلعَبُ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ

في هَدمِ عُمري وَفي تَصريفِ أَحوالي

يَجري الجَديدانِ وَالأَقدارُ بَينَهُما

تَغدو وَتَسري بِأَرزاقٍ وَآجالِ

يا مَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ غَيبَتِهِ

كَم بَعدَ مَوتِكَ مِن ناسٍ وَمِن سالِ

كَأَنَّ كُلَّ نَعيمٍ أَنتَ ذائِقُهُ

مِن لَذَّةِ العَيشِ يَحكي لَمعَةَ الآلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَأَنتَ تَرى

ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَأَمثالِ

الغَيُّ في ظُلمَةٍ وَالرُشدُ في صُوَرٍ

مُسَربَلاتٍ بِإِحسانٍ وَإِجمالِ

وَالقَولُ أَبلَغُهُ ما كانَ أَصدَقَهُ

وَالصِدقُ في مَوقِفٍ مُستَسهَلٍ عالِ

لَن يُصلِحَ النَفسَ إِن كانَت مُصَرَّفَةً

إِلّا التَنَقُّلُ مِن حالٍ إِلى حالِ

فَنَحمَدُ اللَهَ ما نَنفَكُّ مِن نُقَلٍ

كُلٌّ إِلى المَوتِ في حَلٍّ وَتَرحالِ

وَالشَيبُ يَنعى إِلى المَرءِ الشَبابَ كَما

يَنعى الأَنيسَ إِلَيهِ المَنزِلُ الخالي

لَأَظعَنَنَّ إِلى دارٍ خُلِقتُ لَها

وَخَيرُ زادي إِلَيها خَيرُ أَعمالي

ما حيلَةُ المَوتِ إِلّا كُلُّ صالِحَةٍ

أَو لا فَلا حيلَةٌ فيهِ لِمُحتالِ

وَالمَرءُ ما عاشَ يَجري لَيسَ غايَتُهُ

إِلّا مُفارَقَةً لِلأَهلِ وَالمالِ

إِنّي لَآمُلُ وَالأَحداثُ دائِبَةٌ

في نَشرِ يَأسِ وَفي تَقريبِ آمالِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا تعجبن من الأيام والدول

المنشور التالي

يا نفس قد أزف الرحيل

اقرأ أيضاً