أصبح أيري مُعرضاً عنّي
وكان من قصّتهِ أنّي
كنتُ بقصرِ الخلد في روضةٍ
بين نخيل الطنّ والبَرني
خلا لها الوردُ لذي نرجس
معتنقٍ للآسِ في غصنِ
نيطَ بتفّاحٍ إلى مشمشٍ
تخرقه الأنهارُ بالسُفنِ
فمرتعُ الروضةِ نوّارهُ
مختلفُ البهجةِ في الحسنِ
من أصفر يرنو إلى أحمرٍ
وأبيض في اللونِ كالقطنِ
وبرمكيُّ الحسنِ في حلّةٍ
كأنّهُ من حسنهِ جنّي
ظلّ يسقي الشربَ من قهوةٍ
ناصعةٍ في صبغة الدهن
حتى إذا الفجر حدا بالدجا
ودارت القهوة في قَرني
وصاحبُ الفرحةِ مستوفزٌ
لحيث ما يبلغهُ عنّي
قلتُ لأيري حين أبصرتهُ
تدمعُ عيناه من الحزنِ
إنكَ إن قصرتَ عمّا أرى
بتّ سخين العين ذا غَبنٍ
فخرَّ يدنو نحوه مطرقاً
ونور معمورٍ إلى الرهن
حتى توفّاه رسولُ الكرى
فأطبقَ الجفنَ على الجفنِ
فلم أزل أصبر حتى إذا
مالَ على الجنبِ من الوهنِ
دببتُ كالعقربِ جنبيّةٌ
وتارةً أحبو على بطني
قصداً إليه فتبطّنتُ ما
حوى السراويل إلى المتنِ
فكان من وجدي به أنني
أخطأتُ مجرى الرمح في الطعنِ
وحسَّ بالدسرة في ظهرهِ
فقام كالحيران من جُبني
حتى علاني وأنا تحته
أدعو على الحرمات باللعنِ
مُندّي الجبهةِ من بعد أن
أفلتّ منه صفدي الأذنِ
ثم رمى وجهي بتفاحةٍ
لم يخطِها لمّا رمّى سنّي
فرحتُ محروماً بلا حاجةٍ
وقام أيري ضاحكاً منّي
يقول والذَنبُ له كلّهُ
كذاكَ من يعمل بالظنِّ