نَصيبي مِنكِ لَومُ العاذِلاتِ
وَهِجرانٌ بَلَغتِ بِهِ أَذاتي
رَأَيتُ الغانِياتَ يَرَينَ غُنماً
رَدانا في صُدودِ الغانِياتِ
إِذا لُبنى أَلامَت في صَنيعٍ
أَحالَت بِالمَلامِ عَلى الوُشاةِ
وَما وَعَدَت وَشيكاً مِن نَوالٍ
فَنَطلُبَ عِندَها نُجحَ العِداتِ
تُجَرِّعُنا مَرارَةَ كُلِّ عَيشٍ
وَبيءِ الوِردِ مَعدومِ العَذاةِ
بِحَسبِكِ ما تَخوضُ لَنا اللَيالي
مِنَ البَينِ المُبَرِّحِ وَالشَتاتِ
سَيَبعُدُ في التَعَقُّبِ كُلُّ ماضٍ
وَيَقرُبُ بِالتَقَرُّبِ كُلُّ آتِ
إِذا حاوَلتُ في الدُنيا خُلوداً
أَتاني ما أُحاوِلُ أَن يُواتي
أَرى سَيري إِلى أَقصى سَبيلي
لِفَرطِ الجِدِّ يَمنَعُني اِلتِفاتي
لَقَد صَدَقَ المُنَقِّبَ عَن حَديثي
بُدُوِّيَ لِلأَعادي وَاِنصِلاتي
وَجَدتُ الحُكمَ ضُيِّعَ حينَ أَفضى
إِلى سَبُعٍ مِنَ الفُسّاقِ عاتِ
أَيَعتَرِضُ المُؤَبِّنُ دونَ حَقّي
وَتِلكَ مِنَ الدَواهي المُعضِلاتِ
تَجاهَلَ مَعشَرٌ مِقدارَ سَطوي
وَقَد لاحَت لِأَعيُنِهُم سِماتي
وَأَبقَت حادِثاتُ الدَهرِ مِنّي
وَإِن خَفَضَت يَدي وَحَنَت قَناتي
سَوائِرُ مِن سِهامِ الشِعرِ تُصمي
إِذا جَعَلَت تُشيدُ بِها رُواتي
وَعِندَ بَني الفُراتِ عَتيدُ نَصرٍ
إِذا اِستَنجَدتَ نَصرَ بَني الفُراتِ
خُصومُ النائِباتِ وَكانَ مَجداً
تَوَلّيهِم دِفاعَ النائِباتِ
مَواهِبُهُم نِهاياتُ الأَماني
وَأَكفاءُ القَوافي السائِراتِ
أَبا العَبّاسِ لا تَبرَح مَلِيّاً
بِتَشيِيدِ العُلا وَالمَكرُماتِ
أُعِدُّكَ لي صَديقاً أَرتَضيهِ
لِإِذلالِ الأَعِزَّةِ مِن عُداتي