قل لإخوان رأوني ميتاً
فبكوني ورثوا لي حزنا
أتظنون بأني ميتكم
ليس ذاك الميت واللَه أنا
أنا في الصور وهذا جسدي
كان بيتي وقميص زمنا
أنا كنز وحجابي طلسم
من تراب كان له فيه عنا
أنادر قد حواه صدف
كنت ممحوناً فعفت المحنا
أنا عصفور وهذا قفصي
طرت منه وبقي مرتهنا
أحمد اللضه الذي خلصني
وبنى لي في المعالي سكنا
كنت قبل اليوم ميتاً بينكم
فحييت وخلعت الكفنا
وأنا اليوم أناجي ملأً
وأرى اللَه جهاراً علنا
عاكف في اللوح أقرأ وأرى
كلما كان تنائي ودنا
وطعامي وشراب واحد
وهو رمز فافهموه حسنا
ليس خمراً سائغاً أو عسلا
لا ولا ماء ولكن لبنا
فافهموا السر ففيه نبأ
أي معنى تحت لفظي كمنا
فاهدموا بيتي ورضوا قفصي
وذروا الطلسم بفنا
وردائي وقميصي مزقوا
واتركوا الكل دفيناً بفنا
قد ترحلت وخلفتكم
لست أرضى داركم لي وطنا
لا تظنوا الموت موتاً أنه
لحياة وهي غاية المنى
حي ذا الدار تؤم مغرق
فإذا مات أطار الوسنا
لا ترعكم هجة الموت فما
هو إلا نقلة من ها هنا
وخذوا في الزاد جهداً لا تنوا
ليس بالعاقل منا من ونا
وأحسنوا الظن برب راحم
شاكر للسعي وأتوا أمنا
عنصر الأنفس منا واحد
وكذا الجسم جميعاً عمنا
ما أرى نفسي إلا أنتم
واعتقادي أنكم أنتم أنا
فارحموني ترحموا أنفسكم
واعلموا أنكم في أثرنا
أسال اللَه لنفسي رحمة
رحمة اللَه صديقاً أمنا
وعليكم من سلامي طيب
سلم اللَه عليم وثنا