أود ولي من شيمة المجد عاصم

التفعيلة : البحر الطويل

أودُّ ولي من شيمة المجد عاصمُ

وأصْبو ولفظي من نسيبي سالمُ

ويبلُغُ مني الوجد والشعر باسلٌ

ويأخذ مني الحب والحزمُ كاتمُ

عُلاَ جبلت نفس الأبي صرامةً

فلا غَزلٌ إلى وغىً وملاَحمُ

أبت غير زأرٍ أسد خفَّان مرعبٍ

وللنَّوحِ بالدوْح النضير الحمائمُ

حساني اللواتي بات فيها تغزُّلي

تبثُّ سَرياها الملوكُ القماقمُ

وما اكتنفت يوم السلام من العُلى

أسِرَّتها والخاشفاتُ المخاذمُ

ومُعتلج المجد الأثيل بموقفٍ

به القَيْلُ مرهوب الخشاشة نائمُ

وازجاؤها كالمرهفاتِ أوامراً

لها الصعب سهلٌ والمغيَّبُ قادمُ

وتعفيرها تحت العجاجة بالضُّحى

وقد وطئتْ تعجَ المُطاع الصَّلادم

فلا تَسحِلوا إبرام مُستحصَد القوى

فيا طالما لم تُغْنِ فيه المَلاومُ

فإما ترَينْي عن بلوغ مطالبي

أُذادُ كما ذِيدَ الظِّماءُ الحَوائمُ

وقد أضمرت مجدي البلاد وفاتني

من العزِّ ما شادتْ تميمٌ ودارِمُ

إذا شمتُ عزماً يرعوي الملك عندهُ

أُتيحَ له من حادثِ الدهرِ ثالمُ

أداري وعندي نجدةٌ دون بأسها

حِدادُ الظبى والُمرْهفاتُ اللهاذمُ

وأبسم للمبكي نُهىً وحزامةً

وقد يستهلُّ القلب والثغرُ باسِمُ

فكم موقفٍ لي من مهيبٍ مُسودٍ

وقد حجبت عنه السِّراةَ الصوارمُ

لدي حيث يسجو كل طرف محدِّقٍ

وتُرعَد من غير الرَّسِيس القوائمُ

نطقتُ صؤوتاً والكلامُ إشارةٌ

وأسفرتُ والطَّلقُ الأسرَّة واجم

سرى ذكر فضلي حيث لا الريف آهلٌ

ولا الطرس معروف ولا الشيخُ عالمُ

وما زال يقتاد الرجال حديثه

وإنْ عزَّ فَسْرٌ عندهُ وتراجِمُ

إلى أنْ غدا فَدْمُ العشائِر أصمعاً

له وجبانُ الحي وهو مُلاحمُ

رؤوف بأعراض اللئام ينوشُه ال

أذى وهو محبوسُ المقالةِ كاظمُ

إذا وكفةٌ من بغيةٍ نضحَتْ له

غدا حمده في إثرها وهو ساجمُ

ترفَّع عن فضل الزمانِ فكونُه

حديثٌ ولكن مجدهُ متُقادم

وجاشَر عن فيض النَّوال كأنه

بنانُ جمال الدين والغيثُ حارمُ

أغَرُّ كرأد الصبح طلْقٌ جبينهُ

يدلُّ عليه بِشْرهُ والمكارمُ

إذا استن في الجدوى وشد على العدى

تمنَّى مقاميهِ الظُّبى والغمائم

لبيقٌ تودُّ الغيد معسول عطفهِ

وإنْ وهبته في الحفاظِ الضَّراغِمِ

تطيش الحُبى من حوله وهو ثابت

وتنبوا المواضي وهو في الهول صام

فتى الخير أما عهده فهو مبرمٌ

وكيدٌ وأما ودُّهُ فهو دائمُ

إذا ما ابتنيت الودَّ عند وفائِه

فلا الخطب نقَّاضٌ ولا الذنب هادمُ

يجود بأوفى صفحة وهو قادرٌ

ويبذل أقصى جودِهِ وهو عادمُ

قؤُولٌ تهاب اللُّدُّ بأس صوابه

إذا حبستْ نُطق الفصيح الخصائم

فلو فاه في يوم النزال بحجَّةٍ

لعادَ شباها وهو للجيش هازمُ

كريمُ مقام النصر عند عدوِّه

وإنْ عظُمت حرب وجلَّت سخائمُ

إذا هو أزجى للأعادي مقَتلاً

أهاب بها الإمكانُ وهي مراحِمُ

وما مجلبٌ داجي العجاجة بادنٌ

له وجباتٌ بالفَلا وغماغمُ

صخوبٌ ولكن نطقه من حفيظةٍ

صَوارمُ من قبل الوغى ولهاذِمُ

ويحجبُ عنه جوْنة الصبح نقعهُ

فظهرُ الفلا ليلٌ على القاعِ عاتمُ

ويُنفد غُدرانَ الرياض ورودهُ

وأعقابهُ دونَ الشُّروع حَوائمُ

حوى الوحش حتى استسلمت لعمومه

من الذُّعر جِنَّانُ الصَّريم الغواسم

به السابقات الجرد قُبْلٌ كأنها

سراحينُ مُعْطٌ تقتضيها المطاعمُ

توافرُ عن رعي الجَميم أوانسٌ

برعي شكيرٍ أنبتتهُ الجماجمُ

درين بنصرٍ تحت كل عجاجةٍ

فهنَّ لنقعٍ يثستثارُ شَوائمُ

عليها السَّراةُ الدارعون كأنهم

قَساورُ خفَّانِ الشدادُ الضَّياغمُ

نزتْ بهم الأوتارُ حتى رزينهُم

خفيفٌ وأقصاهمْ عن الفحش شاتم

وطال دراكُ الطعن حتى تهالكتْ

جيادٌ وكلَّتْ أنملٌ ومَعاصمُ

وسحُّوا على البيداء ماءً بروقهُ ال

ظُّبى وغَواديه الطُّلى والجماجمُ

بأغلب من بأس الوزير أبي الرضا

إذِ الذِّمْرُ نِكس والمقحِّم خائم

يسرُّك منه في النوازل ماجدٌ

رزين الحصاةِ حازمُ الرأي عازم

خففٌ عليه فادحُ الغرم في العُلى

إذا أثقلت ظهر المُطاع المَغارمُ

وشيك القِرى مستبشرٌ بضيوفهِ

يودُّ نداهُ الغمْر معْنٌ وحاتِمُ

نماه إلى عليائه كل ماجدٍ

فخورٍ إذا ما استنبطتهُ المواسمُ

تبيح النَّدى للمُعْتفين أكفُّهمْ

وهُنَّ حَوامٍ للنَّزِيلِ عواصمُ

فجاؤا بمضواعِ الثناء حديثهُ

إذا فضَّ عند الأندياتِ لَطائمُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

عجب العاشقون إذ راح عندي

المنشور التالي

زهي المباسل لانتضاء المقصل

اقرأ أيضاً

أهاجك بالملا دمن عوافي

أَهاجَكَ بِالمَلا دِمَنٌ عَوافي كَخَطِّ الكَفِّ بِالآيِ العِجافِ تَعاوَرَهُنَّ بَعدَ مُضِيِّ حَولٍ مَصايِفُ جُلُّها بَردُ وَسافي فَعَيناهُ لِصَرمِ…