تعدَّتك أعراضُ الخطوب وجانبت
جنابك عُمر الدهر أيدي النوائبِ
ولا زلْت حلف الصحَّتين كليهما
مُطاعاً حميد المبتغى والعواقبِ
فحاسد فضليك الشهيرين في الورى
ثقالُ الغوادي أو خِفافُ القواضبِ
فلا سيف اِلا وهو للعزم مُذْعنٌ
ولا غيث الا شاهدٌ للرغائبِ
سهرتُ حِذاراً اذ سهرتم وربما
يبرُّ على الأوصابِ سوءُ المحاسبِ
وبدَّلتُ بأسي من حذاري ضَراعةً
يُظاهرها فيض الدموع السواكبِ
اذا ساورتني فِكرةٌ بعد فِكرةٍ
تقلَّبت كرْباً جانباً بعد جانبِ
كأمِّ الوحيد الفرد من بعد كَبْرة
تُصدِّق من اِشفاقها كلَّ كاذبِ
إِلى أن تجلَّتْ عن مُشارٍ مُؤمَّل
رفيعِ عمادِ البيتِ جَمِّ المناقبِ
صبورٍ على الجُلَّى أبيٍّ عن الدَّنا
حليمٍ عن العُظمى هَنيِّ المواهبِ
أَبي جعفرٍ تاج المُلوكِ الذي به
تبلَّج أفْقُ المجد بعد الغياهِبِ
فشكراً لمنْ أحيا بطوْلِ حِياتهِ
نفوس الأماني من قريبٍ وعازبِ