يَفِرُّ الخطْبُ قد أمْهي شَباهُ
وتُطْردُ عن مراكزها الهُمومُ
ويُضْحي المحْلُ بالآفاقِ خِصْباً
يَعُمُّ الخفْضُ منهُ والنَّعيمُ
وفي دسْتِ العُلى بحرٌ خِضَمٌّ
تُقِرُّ له السَّحائِبُ والعُلومُ
طَليقُ الوجهِ أغْلبُ خِنْدِفيٌّ
به افْتخرت وإن قدُمت تَميمُ
يُناطُ نِجادُ صارِمِهِ بمُعْدٍ
على الأيامِ منْزِلُهُ حَريمُ
بغزْوتِهِ وغُرَّتِهِ يَجِنُّ ال
صبَّاحُ ويُسْفِرُ الليلُ البَهيمُ
فأكْدَرُ لا يَفِرُّ لهُ طَعينٌ
وأزْهَرُ هارِبٌ منهُ الصَّريمُ
سَجيحٌ في مودَّتهِ حَييٌّ
وأفْوَهُ في حفيظَتِه خَصيمُ
يَحوزُ الأسْودانِ لهُ المَعالي
كثيفُ الجَيْش والسَّطْرُ الرَّقيم
فيُنْجدُهُ بليغٌ أو كَمِيٌّ
مجالُهُما الصَّحائفُ والهُضومُ
مُذيعُ النَّصْر للمخذول جَهْراً
لكن للنَّدى مُخْفٍ كَتومُ
عَلِقْتُ بحبْلِ أروْعَ من نِزارٍ
به الخَشْيانُ يَأمَنُ والعَديمُ
بمِطْعانٍ إذا ذَلَّ المُحامي
ومِطْعامٍ إذا خَوَتِ النُّجومُ
رَقَدْتُ ولم يَنَمْ لصلاحِ أمري
ويَفْدي ساهِرَ المجدِ النَّؤُومُ
وصانَ تَبَرُّعُ النَّعْماءِ منهُ
إِباءً للخَصاصَةِ ما يَريمُ
فجادَ بِنعْمَتيْ رِفْدٍ وعِزٍّ
نَطوفُ السَّيْفِ جفْنتهُ رَذومُ