حَموا بِكُعوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
وَصانُوا من الأَتْرابِ دُرَّ الترائبِ
وَهَزُّوا العَوالي مِنْ أَكفٍّ قَوابِضٍ
رِقابَ المعالي بالسُّيوفِ القَواضِبِ
فكم حَاجبٍ يَلْقَاكَ مِنْ دونِ أَعْيُنٍ
وكَمْ أَعْيُنٍ تَلْقاكَ من دُون حَاجبِ
وكَمْ بِتُّ أرعى مِنْ بُدُورٍ طَوالِعٍ
وَأَرْعَى عُهوداً مِنْ شُموسٍ غواربِ
وسَاروا فيا للَّه كَمْ مِنْ حَبائلٍ
تَصيدُ قُلُوباً مِنْ عُيونِ الحَبائبِ
جَلوْنَ على الأَحْدَاقِ خَيْرَ سَوالفٍ
وكُنَّ على العُشَّاقِ شَرَّ سَوالِبِ
بحمرة خدّ لا تُصابُ بِعارضٍ
وَخَمْرةِ ثَغْر لا تُعافُ لشاربِ
ألا في سبيلِ الحُبّ يا عَلْوَ مُهْجَةٌ
عليها لكِ الأَشْواقُ ضَرْبَةُ لازبِ
قِفي ودّعينا قَدْ بَدَتْ غُرْبَةُ النَّوى
وآذننا بِالبَيْنِ سَيْرُ الركائبِ