غدوت متيماً وصبا فوادي
لعاديةِ من الجرد الجيادِ
من الخيل النجيبات اللواتي
نشأنَ مع النعام بكل وادي
لها أذنان يسترقان سمعاً
عن الأفلاك في قلعي مدادِ
وجيد مثل جيد الريم صافٍ
اثيث شعره حلك السوادِ
سنابكها الأقبات استقرت
ضخاماً تحت ارساغٍ شدادِ
لقد جاءَت بأخلافٍ كرامٍ
وقد عبدت أطاعثها مرادي
فما جنحت لخفٍ قط يوماً
ولم نسلك سوى طرق الرشادِ
عقاب أن سرت فوق الروابي
وعفراً تشرئب لدى الوهادِ
وإن اطلقتها لحقت ببرق
وتثبت حيث شئت بلا عنادِ
وتمشي غير نافرة فسيحاً
فلم تمنع جفوناً من رقاد
ولم تبرح مدى الأيام تدعو
لمولانا البشير أبي الأيادي
وتهديه ثناءِ بانتظام
يفوح عبيره مسكا وجادي
تقول أدامك المولى بعز
فقد انزلتني باعز نادي
بريع قد زها شرفاً وحسناً
وساد بكل صهالٍ جواد
تدفق ماؤُه الصافي هناءً
وزاد شعيره فازداد زادي
تعوضنا بطيب العيش عما
تركنا بالبقاع من القتاد
وجاورنا جليلان المفدى
جليل القدر مولى كل عادي
لنا شرف بخدمته وأمنٌ
منيعٌ من مصيبات العوادي
وفزنا بالمسرة والتهاني
ننعم بين هاتيك النجادي
فدم واسلم بشير الخير مولى
سعيداً ماجداً سامي العماد
مدى الأيام ما صبحت جيادٌ
يسابق سيرها برق الغوادي