أمنيك يا قلبي وعز وصول
وأدنيك يا خلي وقل خليل
واصفيك يا دهري ودادي على القلى
واسألك الجدوى وأنت بخيل
وارضى على حكم الليالي فينثني
حسامي طام والوشيج ضئيل
واصبر نفسي وهو يهفو بها الهوى
فتطفى وادنيها النقى فتميل
وما أنا عن أمر يرام بعاجز
ولا أنا في ضمن الكلام سؤل
ولا ارتضي أن اقتني لي معاشرا
جبانا وان يحظى لدي جهول
وان مر بي ما يزدريني وجدتني
على صائل الأعداء كيف أصول
وبعض بني دهري كثيرون مجمعا
لأمن وفي يوم الزحام قليل
طلابي لما يرضى المعالي أحلني
بأضيق ما فيه السقيم يحول
وخوفي على المجد الأثيل أضاعني
بأرض بها أم الوفاء هبيل
تذكرت عيشي بالعواصم فانبرت
بتذكارها لي غصة وغليل
وحاولت من أرجائها أرج الصبا
فمر كما عاد العليل عليل
رعى اللَه أحبابي الألى ما ذكرتهم
يساء عذور أو يسر عذول
محلهم بين الضلوع إلى الحشا
وهم بأثيلات الغوير حلول
نؤمل لو صافحت ترب ربوعهم
بجفني وآمال الرجال تجول
وأخضع المرائين منها مفاوزا
كأني وأحبابي بهن نزول
واستعطف البرق اليماني هل الى
تحمل اشواقي لهن سبيل
فقد خاب صب ما درى بغرامه
حبيب ولم يبلغ جواه رسول
وعاتبة غضبي تقول رضيت ان
تعيش خمولاً والجبان خمول
علام تركت الحزم إنك عاجز
لقد عز عندي أن يقال ذليل
هلم لم يدنى المنايا أو المنى
ودع سبب التفكير فهو طويل
ولا بد من حتف فسيان للفتى
أمات بداء أم فراه صقيل
ولا عار إن أمسيت بالأمس قائلا
إذا أنت في يوم عليك قتيل
فقلت لها لا فضَّ فوكِ وإنما
هو الدهر للحر الكريم خذول
ولا بدلي ان شاء مولاي غارة
تصيخ لها اعداؤنا وتقول
تسير بليل من فتام تمده
فيشرق فيها كالنجوم نصول
بها اقتضى يا بثن ما ترتضيه لي
والا قضيت النحب وهوجميل
وليلٍ كيوم البين بل كزمانه
اتصالاً علينا لا يكاد يزول
لقينا به الظلماء وهي جحافل
وخضنا به البيداء وهي سيول
وسرنا نزجي الأرحبيات ليلنا
على عجل والمستضام عجول
فلاح لنا من غرة عربية
ضياء إلى الصبح المنير دليل
إلى الماجد الندب ابن سيفا الذي لنا
بناديه إن عز المقيل مقيل
إلى ابن عليّ ذي الأيادي محمد
ونعم جليل قد تلاه جليل
كريم وأيدي السحب غير سواكب
حليم عن الجاني المسيء حمول
محط رحال الوفد اما رحابه
فساح واما ظله فظليل
مهاب اطاع الله حتى اطاعه
من الخلق مرهوب الجناب مهول
تجلبب جلبابا من النصر ضافيا
تمد له فوق السماك ذيول
وقام بأعباء الأمور فسهلت
لديه حزون العيش فهي سهول
وجدد رسم الجود بعد اندراسه
إذ الجود ربعاً كان فهو طلول
لقد شرفت شهباؤنا بقدومه
كما شرف البيت العتيق رسول
فلا برحت مشمولة بقبوله
متى ما نهادي شمأل وقبول
من القوم في البأساء شبان معشر
وعند النهى والاختبار كهول
اضاعوا الدنا حفظاً لطارف مجدهم
وتالده استولت عليه عقول
هم القوم ما اعراضهم بمدالة
ولا مالهم يلفي عليه وكيل
سليل المعالي والكرام وابن من
لمصرعه في الخافقين عويل
ابنك آمالي لديك كثيرة
وأنت على نجح المراد كفيل
وانهيك ان الدهر قد يستخفني
فأن مال نحوي مال وهو ثقيل
وأرضيك في الحالين أني مذنب
وأنك عثرات المسيء تقبل
وأرضاك لي مولى مد الدهر مالكا
وما أنا عن هذا المقام ملول
فدم في رغيد العيش دهراً ظلامه
عليك صباح والهجير أصيل
ولا زلت ترقى رتبة بعد رتبة
لها غرر تهدي الورى وحجول
محلى من الرحمن أفخر حلة
تنير محيا والأكف تنيل
مدى الدهر كالعضب اليماني رونقا
سليم الشبا لا يعتر به فلول