كِلانا إِذا فَكَّرتَ فيهِ عَلى شَفا
وَقَد مَرَّ في التَعليلِ وَالمَطلِ ما كَفا
وَإِنّي لَأُخفي ما لَقيتُ صِيانَةً
لِعِرضِكَ فَاِمنُن قَبلَ أَن يَبرَحَ الخَفا
مالَكَ لا تُركِن إِلَيهِ فَلَو صَفا
لَكَ الدَهرُ كَالعَهدِ القَديمِ لَما صَفا
تَحَكَّمَ في دارِ الوَكالَةِ فَاِنبَرَت
بِغاراتِهِ قاعاً كَما شاءَ صَفصَفا
فَأَفقَرَ وَاِستَغنى وَما كَفَّ شَرَّهُ
وَحازَ تُراثَ العالَمينَ وَما اِكتَفا
أَضافَت لَهُ تِلكَ الإِساءَةُ وَحشَةً
مَخافَةَ أَن يُجزى بِما كانَ أَسلَفا
وَقَد بانَ في الحَوماهِ وَالجاهِ قِدحُهُ
فَلا يَلغَ مَن لا يَقوَ إِلّا لِتَضعُفا
تَعَمَّدَني بِالجَورِ كَي يَستَفِزَّني
فَلا كانَ ما يَرجو لَدَيَّ وَلا اِشتَفا
وَسَوَّفَني حيناً إِلى أَن شَكَوتُهُ
عَلى أَنَّني لَم أَلقَ إِلّا مُسَوِّفا
إِذا عُدِمَ الإِحسانُ عِندَكَ لَم نَجِد
أَخا سُنَّةٍ في العَدلِ وَالجودِ يُقتَفا
إِمامُ كِرامِ العَصرِ أَنتَ فَلا تَجُر
عَنِ القَصدِ إِن جارَ الزَمانُ وَإِن وَفا
وَلا تَنسَ أَقوالاً بِشُكرِكَ لَم يَزَل
يَبوحُ وَأَشعاراً لِمَجدِكَ تُصطَفا
وَكُن راحِماً مَن يَبتَغي رَدَّ مالِهِ
أَذَلَّ مِنَ المُستَرفِدي الناسِ أَوقِفا