سائل لِوى خبْتٍ فذاك لواؤه
وهواهُ صدقٌ شاهدٌ وهواؤهُ
واستمطِر الأجفانَ في عرَصاته
غيثاً نفوسُ ذوي الصبابةِ ماؤهُ
وأعدْ بملتفّ الغضا ذكرى شجٍ
طويَتْ على جمرِ الغضا أحشاؤه
وإذا الأراكُ أراكَ غيدَ سُروبِه
فاحتلْ لجسمِك أنها حوباؤه
وتوقّ أسيافَ الفتورِ فربما
أمست ظُباها في الأسودِ ظباؤهُ
كلّ يهيجُ لك الصبابةَ والهوى
أوراقُه إذ ماسَ أو وَرقاؤه
لم يرقُص الغصنُ الرطيبُ وإنما
بانوا فمادَ بعطفِه بُرحاؤهُ
فانظُر الى قبَسٍ بجرعاءِ الحِمى
عنهم سناه محدّثٌ وسناؤه
واستهدِ ألطافَ النسيم رسالةً
أوصاه مندلُه
وبنفسي القمرُ المغيَّبُ نورُه
عن ناظرَيّ وفي الضلوع سماؤه
قد كان في طرْفي نقلتُ سوادُه
وسرى الى قلبي فقُلْ سوداؤهُ
ركبَ الدجى متستّراً فوشى به
حسنٌ عليه عوّلَتْ رُقَباؤه
والأفْقُ كالزنجيّ إلا أنه
قد منطقَتْه بدُرِّها جوزاؤه
والبدرُ ملكٌ والثريا راحةٌ
بسطَتْ إليه والنجومُ عطاؤهُ
حتى تجلّى الصبحُ في جَنَباتِه
فكأنه الروميّ شُقّ قباؤهُ
وبدتْ ذكاءُ فقلت غُرةُ أحمدٍ
أوَ ما ينوِّرُ للعقولِ ذكاؤهُ
وانهلّ وسميُّ الغمامِ كأنه
آراؤه للمُجتدي ورُواؤه
وهفَتْ سيوفُ البرق في أرجائه
فكأنه متألقاً آراؤه
وسرى نسيمُ الروضِ في أثنائه
أرجٌ ثناهُ الى القصورِ ثناؤه
وتناجتِ الأطيارُ في أغصانها
بغرائب فكأنها شُعلاؤها
دوحٌ يُطيبُ لك الجنا أفنانُه
ويمدّ ظلّكَ فوقَها أفياؤه
حفظَ الشريعةَ ضابطاً فلأجلِه
سمّتْه حافظَ دينِها علماؤه
متفردٌ عنهم بسامي مجدِه
لكنهم في حالِه شُركاؤه
آباؤه أملاكُ ساسان الألى
والعُرْبُ عند نوالِه أبناؤه
فغدَتْ الى الفرس الفوارس آلُه
منسوبةً والى العُلا آلاؤهُ
بحرُ العلوم بصدرِه متدفّقُ
وثمادُه متمنّعٌ وإضاؤه
يروي فينشُر من حديثِ محمدٍ
ما كادَ يُذهبُ روحه جُهلاؤه
والشرعُ ربعٌ قد غفتْ آثارُه
لو لم يُشيَّدْ بالرواةِ بناؤهُ
ما زال يصدعُ ضوءُ صبحِ علومِه
ليلَ الهوى حتى انجلَتْ ظَلْماؤه
يفديه شهرُ صيامنا وهو الذي
ما في الشهورِ ولو جُمعْنَ فداؤه
يا حافظاً يعدو على أمواله
حتى تروحَ كأنها أعداؤه
ليقُل بُناةُ الشعر فيك فإنما
أوصافُ مجدك صحةٌ أسماؤه
وليَهْنَ هذا الدهرُ منك بسيدٍ
أصباحُه تُزهى به ومساؤهُ