أبا إسحاقَ لا تغضب فأرضَى
بعفوك دون مأمول الثوابِ
أُعيذك أن يقول لك المرجِّي
رضيتُ من الغنيمة بالإيابِ
أسُوءُ الرأي في ابن أبي وأمِّي
نصيبي من عطاياكَ الرغابِ
على أنَّ الفتى لم يَجْنِ ذنباً
إليك ولم يَجُز سنَن الصوابِ
أعِرْه منك إصغاءً وفهماً
يُضِئْ لك عذرُهُ ضوءَ الشِّهابِ
وَهَبْهُ جنى ذنوبَ القومِ طرَّاً
ألم يكُ عن عقاب في حجابِ
وهبْكَ حَتَمْتَ أنّ له عقاباً
ألم يكُ دونَ عتبك من عقابِ
أترضى أن يكونَ هُفُوُّ هافٍ
يزعزعُ طَوْدَ حلمك ذا الهضابِ
تجاوز عن أخي وشقيق نفسي
فجنبي مذ عتَبتَ عليه نابِ
عجبتُ له ولي أنَّا رجَونا
سماءً منك صائبةَ السحابِ
فأخلفتِ الذي نرجو وصبَّتْ
علينا منك صاعقَةَ العذابِ
على أنّا نؤمِّل منك عَوْداً
بفضلك وارعواءً للعتابِ
وما لك مذهبٌ عن ذاك إني
وأنت بحيثُ أنت مِنَ النصابِ