أخا ثقتي أعزِزْ عليّ بنوبةٍ
مَنَاكَ بها صَرْفُ القضاء المقدَّرُ
أُصبتَ وما للعبد عن حكم ربّهِ
مَحيصٌ وأمر الله أعلى وأقهر
وقد مات من لا يخلُف الدهر مثلهُ
عليك من الأسلاف والحقُّ يبهر
أبٌ بعد أمٍ برَّة وأقاربٌ
مضوا سُرُجاً في ظلمة الليل تَزْهَر
فنمتَ ولم تهجر شرابك بعدهمْ
وكم تهجر النفس الزلالَ وتسهر
تعزيتَ عمن أثمرتْك حياتُهُ
ووشْكُ التعزي عن ثمارك أجدر
لأن احتيال الدهرِ في ابنٍ وفي ابنةٍ
يسيرٌ وكرُّ الدهر شيخيك أعسر
تعذّر أن نعتاض من أمهاتنا
وآبائنا والنسلُ لا يتعذر
إلى أن يقيم الله يومَ حسابهِ
فيُلقون والأرواح تُطوَى وتنشر
فلا تهلِكن حزناً على ابنة جنةٍ
غدتْ وهي عند الله تُحبَى وتحبر
لعل الذي أعطاك سِتر حياتها
كساها من اللحد الذي هو أستر
وفي الماء طهر ليس في الطهر مثله
ولَلتُرب أحياناً من الماء أطهر
ولن تُخبَر الأنثى طوال حياتها
ولكنها بعد المنية تخبر
وليس بمأمونٍ عليها عِثارُها
مدى الدهر أو يقضى عليها وتُقبر
وكم من أخي حريةٍ قد رأيتُهُ
بنار ذوي الأصهار يُكوَى ويُصهر
فلا تتهم لله فيها ولايةً
ولا نظراً فالله للعبد أنْظَر
وأنت وإن أبصرت رشدك كلّهُ
فذو المنظر الأعلى برشدك أبصر
ولن يعوزَ الوهّابَ إخلافُ فارسٍ
فصبراً فإن البَرَّ من يتصبر
وفي العيش مُحْلَولٍ وفي العيش مُمقرٌ
وللدهر معروفٌ وللدهر منكَر
وما هذه الدنيا بدار إقامةٍ
ولكنما الدنيا مجازٌ وَمَعْبر