آليتُ في حبّكِ رعيَ العهدِ
حتى أبيت هامةً في لحدي
جعلتُ نفسي لكِ وَقفاً عندي
وَما أراكِ تحفظين ودِّي
فداكِ أُمي وَأبي وَنفسي
يا أَملي وَوَحشتي وَأُنسي
كم ذا لقيت من شقا وَنحسِ
كي تظهري يوماً بمجلى السعد
قلبي بغيرِ حبكمْ ما خَفقَا
وَناظري لولاكمُ ما أَرقا
فاستبقِ صبّاً قد رأَى فَوَمَقا
لا تجدين صادقاً من بعدي
ماذا عسى الزلفى التي ترضيكِ
وَراءَ حبي وَهيامي فيك
إن كان بذل مهجةٍ تفديك
فاحتكي ليس له من ردِّ
عجبتُ بالصدِّ وَبالجفاءِ
حائدة عن سننِ الوفاء
هلمَّ نقض العمرَ باللقاء
فالموتُ فاضٍ بيننا بالصدِّ
لا تعذلي عَلى البكا والحزنِ
فبعض ما بي من هواك يضني
ما أخذ العشّاقُ إلاّ عني
فما عليكِ إن بكيتِ جدِّي
عينايَ جودا بالدموعِ الهاميهْ
وَبرِّدا جذوَةَ شوقٍ واريهْ
لم يبق مني غير دمعي باقيه
تعدي عَلى جورِ الهوى أو تجدي
كأنني وَبتُّ تحت التربِ
بعندليبِ فوق غصنٍ رطب
هيَّجه منظرُ قبرِ الصبِّ
فظلَّ يبكي من قضى بالوجد
ضيَّعتِ ضيَّعتِ وَكنتُ الوافيا
فَلْيَكُ روض العيشِ بعدي حاليا
لبَّيتِ غيري إذْ أتى مناديا
ما ليَ عن وِردِ الردى من بدّ
أقول والنفس أسى تفيضُ
والجفن من سكر الرَّدى غضيض
أَمستْ حياتي ماؤها يفيض
في ذمةِ الحبِّ شهيد البُعد