خذها فقد وضح الصباح ولاحا

التفعيلة : البحر الكامل

خُذْها فقَدْ وَضَحَ الصّباحُ ولاحَا

والرّوْضُ يُهْدي عَرْفَهُ النَّفّاحا

مازالَ يكْتُمُ منْ حَديثِ نَسيمِهِ

والآنَ أمْكَنَهُ الحَديثُ فَباحا

لمّا رأى جيْشَ الصّباحِ مُشَمِّراً

عَمّتْ مَضارِبُهُ رُبىً وبِطاحا

والأفْقُ يرْفَعُ منْهُ بَنْداً مُذْهَباً

ويَسُلُّ منْ بِيضِ البُروقِ صِفاحا

سَلَّ الجَداوِلَ أنْصُلاً مَصْقولَةً

تَبْدو وهَزّ منَ الغُصونِ رِماحا

والزُّهْرُ تَسْقُطُ للغُروبِ كما ذَوى

زَهْرُ الرِّياضِ وفارَقَ الأدْواحا

والطّيْرُ يَدْعو للصَّبوحِ مُكَرِّراً

فَتراهُ قدْ نَفَضَ الجَناحَ وصاحا

فكأنّما الظّلْماءُ طِرْفٌ أدْهَمٌ

أخذَ العِنانَ فَما يُفيقُ جِماحا

لا تُوقِدِ المِصْباحَ واعْلَمْ أنّ لي

منْ وَجْهِ مَنْ أحْبَبْتُهُ مِصْباحا

حُثَّ الكؤوسَ وهاتِنيها قَهْوَةً

تَنْفي الهُمومَ وتَجْلِبُ الأفْراحا

منْ كَفِّ فاتِنَةِ اللِّحاظِ غَريرةٍ

سَكْرى الجُفونِ وما سُقينَ الرّاحا

هيَ روضةٌ تَجْنيكَ بينَ لِثاتِها

خَمْراً ومنْ وَجَناتِها تُفّاحا

فإذا اعتَنَقْتَ أوِ ارْتَشَفْتَ فإنّما

عانَفْتَ غُصْناً وارْتَشَفْتَ أقاحا

وامْزُجْ بصِرْفِ الرّاحِ عَذْبَ رُضابِها

ما ضرّ أنْ خَلَفَ الحَرامُ مُباحا

قامَتْ تَقولُ وفي فُتورِ جُفونِها

سِنَةُ الكَرى مَوْلايَ عِمْتَ صَباحا

واسْتَنْطَقَتْ عُوداً بمِدْحَةِ يُوسُفٍ

مَوْلَى الوَرى شَمَلَ الوُوجودَ سَماحا

فسَرَى السّرورُ بِنا الى أنْ لمْ نُطِقْ

صَبْراً وكِدْنا نَبْذُلُ الأرْواحا

رَبُّ الأيادِي البِيضِ مَنْ بثَنائِهِ

زانَ القَريضَ وعَطّرَ الأمْداحا

ذُو هِمّةٍ عَلْياءَ مَدّ المُشْتَري

طَرْفاً الى غاياتِها طَمّاحا

يُزْجِي منَ النّقْعِ المُثارِ سَحائِاً

رَكِبَتْ منَ العَزْمِ الشّديدِ رِياحا

ويُزِيرُها أرْضَ العَدوِّ صَوافِنا

تَخْتالُ زَهْواً في الوَغى ومَراحا

تَنْمِيهِ منْ أبْناءِ نَصْرٍ سادَةٌ

سَنّوا الهُدَى والعَدْلَ والإصْلاحا

إنْ أغْلَقَتْ أبْوابَها أيْدي العِدَى

جَعَلَ الإلهُ سيوفضهُمْ مِفْتاحا

يا واحِدَ المَجْدِ الذي آثارُهُ

تَرْوي حِساناً في الزّمانِ صِحاحا

أنْسَيْتَنا بحُسامِكَ الماضي الظُّبى

ولوائكَ المَنْصورَ والسّفّاحا

لازالَ مُلْكُكَ سامِياً في عِزّةٍ

تَسْتَصْحِبُ الإمْساءَ والإصْباحا

ما غَرّدَتْ وَرْقاءُ فوقَ أراكَةٍ

تَبْكي الهَديلَ وما صَباحٌ لاحا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أثار سراها والديار نوازح

المنشور التالي

إذا لم تهذبك الأبوة والحج

اقرأ أيضاً

تبا للحمك أيها اللحام

تَبّاً لِلَحمِكَ أَيُّها اللَحّامُ وَلِخُبزِكَ الوَتِحِ الَّذي تَستامُ باكَرتَ خَلَّتَنا وَرَأسُكَ أَشيَبٌ وَلَوَيتَ حاجَتَنا وَأَنتَ غُلامُ في كُلِّ…