تكثَّفَ الهواءُ الأبيض، وتباطأ وانتشر
كالقطن المنفوش في الفضاء. وحين لامس
جسَدَ الليل أضاءه من كل ناحية. ثلج.
انقطع التيار الكهربائي، فاعتمدت على
ضوء الثلج لأهتدي إلى الممر، الفاصل
الموسيقي، بين جدارين، فإلى الغرفة المجاورة
لشجيرات النخيل الست الواقفات كراهبات
على كتف الوادي. فرَحٌ شِبهُ ميتافيزيقي
يأتيني من كلِّ ما هو خارجي، وأَشكر الريح
التي جاءت بالثلج من أقاليم لا تصل إليها
إلا الروح. لو كنتُ غيري لاجتهدت في وصف
الثلج. لكني إذ أنخطفُ في هذا العشب
الكونيّ الأبيض، أتخفف من نفسي فلا أكون
أنا، ولا أكون غيري، فكلانا ضيفان على
جوهر أبيض، مرئي وواسع التأويل.
وحين عاد التيار الكهربائي، أطفأت الضوء
وبقيت واقفا أمام النافذة لأرى كم أنا
هناك… طيفاً في ما وراء الثلج
اقرأ أيضاً
كتبت ودمعي مستهل صبابة
كَتَبتُ وَدَمعي مُستَهِلٌّ صَبابةً يُداعب كَفِّي كُلَّما كَتَبتْ سَطرا وَإِنَّ فُؤادي عِندَ ذِكرِكَ ذائِبٌ فَكَيفَ بِماءِ الدَمعِ في…
لا تلوموا إذا تعذبت فيه
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ وقضيتُ الحياةَ وجداً عليهِ ففؤادي وإن طالَ عذابي ليسَ يلقى النعبمَ إلا لديهِ…
هل رسم دارسة المقام يباب
هَل رَسمُ دارِسَةِ المَقامِ يَبابِ مُتَكَلِّمٌ لِمُسائِلٍ بِجَوابِ قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ…
أدرها بين مزمار وعود
أدِرْها بينَ مِزْمارٍ وعُودِ ودونَكَ فاغْتَنِمْ زَمَنَ السّعودِ فبُرْدُ الرّوْضِ مَرْقومُ الحَواشي وَدرُّ الطّلِّ منْظومُ العُقودِ وجُنْحُ اللّيلِ…
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه
فَتىً كانَ يُدنيهِ الغِنَى مِن صَدِيقِهِ إِذَا مَا هُوَ استَغنَى ويُبعِدُهُ الفَقرُ
غرامك لي معبد طاهر
غرامك لي معبدٌ طاهرٌ دعائمه شُيِّدت من ولوعي تعهدتُ محرابه بالوفاء وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي جوانبه من…
قلب المعنى من خيالك مأ خلا
قَلبُ المُعَنَّى مِن خَيَالِكَ مَأ خَلاَ وَالنَّومُ بَعدَكَ يَا حَبيبِي ما حَلاَ فأنَأ الَّذِي بِهُيَامِهِ وَغَرَامِهِ أهوَاكَ يَا…
إني ومن أحرم الحجيج له
إِنّي وَمَن أَحرَمَ الحَجيجُ لَهُ وَمَوقِفِ الهَدي بَعدُ وَالبُدُنِ وَالبَيتِ ذي الأَبطَحِ العَتيقِ وَما جُلَّلَ مِن حُرِّ عَصبِ…