تكثَّفَ الهواءُ الأبيض، وتباطأ وانتشر
كالقطن المنفوش في الفضاء. وحين لامس
جسَدَ الليل أضاءه من كل ناحية. ثلج.
انقطع التيار الكهربائي، فاعتمدت على
ضوء الثلج لأهتدي إلى الممر، الفاصل
الموسيقي، بين جدارين، فإلى الغرفة المجاورة
لشجيرات النخيل الست الواقفات كراهبات
على كتف الوادي. فرَحٌ شِبهُ ميتافيزيقي
يأتيني من كلِّ ما هو خارجي، وأَشكر الريح
التي جاءت بالثلج من أقاليم لا تصل إليها
إلا الروح. لو كنتُ غيري لاجتهدت في وصف
الثلج. لكني إذ أنخطفُ في هذا العشب
الكونيّ الأبيض، أتخفف من نفسي فلا أكون
أنا، ولا أكون غيري، فكلانا ضيفان على
جوهر أبيض، مرئي وواسع التأويل.
وحين عاد التيار الكهربائي، أطفأت الضوء
وبقيت واقفا أمام النافذة لأرى كم أنا
هناك… طيفاً في ما وراء الثلج
اقرأ أيضاً
دعوا كل برق شمتم غير بارق
دعوا كل برق شمتم غير بارق يلوح على الفسطاط صادق بشره وزورا المقام الصالحي فكل من على الأرض…
صورة
صورةٌ بالصمتِ ترويعن سُويعاتٍ عِـذابِ عن نعيمٍ صارَ طيفًـا وسرابًا في سـرابِ.. *** هي ذكرى عن هوانـالم تذق…
عذلوه ولو دروا عذروه
عَذَلوهُ وَلَوْ دَرَوْا عَذَرُوهُ ولَرَقُّوا لَهُ وما زَجَروهُ قَبَرُوهُ بهجرهمْ حينَ صَدُّوا ثُمَّ عادُوا بِوَصْلِهِمْ نَشَرُوهُ
آليت أهجو كريما عند نبوته
آليتُ أهجو كريماً عند نبوته ولا لئيماً وإنْ أكدى وإنْ شتما أنِفْتُ من أنْ يقولَ الناسُ لي كَلِبٌ…
الناس لولا سجايا النفس أشباه
الناسُ لولا سجايا النفسِ أشباهُ فإنّما كُلُّهُمْ تُرْبٌ وأمواهُ والبعضُ يُفرَقُ عن بعضٍ بجَوهرهِ كاللفظِ يُفرَقُ عن لفظٍ…
فمن يك أمسى سائلا بشماتة
فَمَن يَكُ أَمسى سائِلاً بِشَماتَةٍ بِما حَلَّ بي أَو شامِتاً غَيرَ سائِلِ فَقَد عَجَمَت مِنّي العَواجِمُ ماجِداً صَبوراً…
أحبابنا هل لذاك العهد تذكار
أَحبابنا هَل لِذاك العَهد تذكارُ يُدني إَلَيكُم إِذا لَم تُدنِنا الدارُ بنتُم فَلَم يغنِنا مِن أُنسِكُم سَكَنٌ يَوماً…
إذا الجهول تجرا
إِذا الجَهولُ تَجَرّا وَلَم يَخَف مَن يُخافُ فَلَيسَ يَنجيهِ مِنهُ إِلّا التُقى وَالعَفافُ