قَطَعتُ بسَيري كلَّ يهماءَ مفزَعِ
وجُبتُ بخيلي كلَّ صرماءَ بلقعِ
وثلَّمتُ سيفي في رؤوسٍ وأذرُعٍ
وحطّمتُ رمحي في نحورٍ وأضلُع
وصيّرتُ رأيي بعد عزميَ رائِدي
وخلّفت آراءً توالَت بمَسمَعي
ولم أتَّرِكْ أمراً أخافُ اغتيالَه
ولا طمعَت نفسي إلى غير مطمَع
وفارقتُ مصراً والأُسَيْوِدُ عينُهُ
حذارَ مسيري تستهلُّ بأدمُع
ألم تفهم الخُنثى مقالي وأنَّني
أُفارقُ من أقلي بقلبٍ مُشَيَّعِ
ولا أرعوي إلا إلى من يودّني
ولا يطّبيني منزلٌ غيرُ مُمرعِ
أبا النتنِ كم قيَّدتني بمواعِدٍ
مخافَة نظمٍ للفُؤادِ مُرَوِّع
وقدَّرتَ من فرطِ الجهالة أنّني
أُقيمُ على كذبٍ رصيفٍ مُضَيَّعِ
أقيمُ على عبدٍ خَصِيٍّ مُنافِقِ
لئيمٍ رديءِ الفعلِ للجودِ مُدّعي
وأترُكُ سيفَ الدولَةِ الملِكَ الرضا
كريمَ المحيّا أروعاً وابنَ أروع
فتىً بحرُهُ عذبٌ ومقصِدُه غِنىً
ومَرتَعُ مرعى جودهِ خيرُ مرتَعِ
تظَلُّ إذا ما جئتَهُ الدهرَ آمناً
بخيرِ مكانٍ بل بأشرَفِ موضعِ