لِهذا الفَرْقِ دانَ الفَرْقدانِ
على خَجَلٍ فليسَ الفَرْقُ داني
وهذا القَدُّ تَحسُدُهُ العَوالي
على طَعنٍ يَشُقُّ بلا سِنانِ
بِرُوحي وجَنةٌ لاحَتْ وفاحَتْ
فكانَتْ وَردةً مِثلَ الدِّهانِ
عليها الخالُ قامَ كتاجِ مُلكٍ
فكانَ لها العِذارُ كَصَوْلجَانِ
عِذارٌ خَطَّ بالرَّيحانِ سَطراً
يَشُقُّ على لِسانِ التَرْجُمانِ
كساها سُندُساً خُضراً فألقَى
عَلَيَّ الدَمعُ ثَوبَ الأُرجُوانِ
أقولُ لعاذلي مَهلاً فإنِّي
أرَى الإحسانَ في حُبِّ الحِسانِ
فلَستُ نَظِيرَ صاحِبكُمْ أُوَيسٍ
ولَسْتُ لِصاحبي العُمَريِّ ثاني
شِهابُ الدِّينِ في الدُنيا غنيٌّ
بحُبِّ العِلم عن حُبِّ الغَواني
شِهابُ الدِّينِ في الزَوراءِ نُورٌ
يُضِئُ على أقاصي المَغْرِبانِ
ثوَى أَرضَ العراقِ فكانَ غَيثاً
بهِ تُروَى الأَباعِدُ والأَداني
فغَنَّتْ وُرْقُ لُبنانَ ابتِهاجاً
وقد بَسَمَتْ ثُغورُ الأُقُحوَانِ
أَتاني منهُ تَقريظٌ بديعٌ
تَفَنَّنَ في المعاني والبَيانِ
حَكَى عِقْدَ الجُمانِ وليس كلٌّ
يَلِيقُ بِجِيدِهِ عِقدُ الجُمانِ
على بَلَدِ السَّلامِ وساكِنيِها
سَلامُ اللهِ من غُرَفِ الجُنانِ
أَتوقُ على السَّماعِ إلى حِماها
كما اشتاقَ المُحبُّ على العِيانِ
تُرَى عيني تَرَى مَن لا أَراهُ
كما حَكَمَ القَضاءُ ولا يَراني
لَئِنْ سَمَحَ الزَّمانُ لنا بيومٍ
فذاكَ اليَومُ يَومُ المِهْرَجانِ