شوق يهيج وقلب طالما خفقا

التفعيلة : البحر البسيط

شَوقٌ يَهيجُ وقلبٌ طالما خَفَقا

ومُقلةٌ في الدُّجَى علَّمتُها الأرَقا

ومُهجةٌ في الهَوَى العُذْرِيِّ ذائبةٌ

إذا جَرَى الدَّمعُ زادَتْ نارُها حَرَقا

مَن مُنصفي يا لَقومي في المحَبَّةِ مِن

ظَبْيٍ أنا عَبدُهُ وَهْوَ الذي أبَقَا

لمَّا تَوارَى مُحيَّاهُ بَكيتُ دَماً

كالشَّمسِ غابَتْ فأبْقَتْ بعدهَا شَفَقا

مُهَفهَفُ القَدِّ لَدْنُ العِطْفِ مُعتدِلٌ

كالغُصنِ قد حَمَلَ الدِّيباجَ لا الوَرقا

خَطَّتْ يدُ الحُسنِ في مَصقولِ جَبْهتهِ

سَطراً مُلخَّصُهُ سُبحانَ مَنْ خَلَقا

جَرَحتُ خَدَّيهِ بالألحاظِ عن خَطأٍ

فاقتَصَّ من كَبِدي ظُلماً وما رَفَقا

وطالما سَرَقَتْ عينايَ نَظرَتَهُ

فقالَ لا بُدَّ لي من قَطعِ مَنْ سَرَقا

لمَّا رأى سِحرَ عينيهِ العِذارُ طَوَى

كَشحاً وخَطَّ لهُ في عارِضيهِ رُقَى

تلك الأساطيرُ شاقتْني مَحاسِنُها

حتى رأيتُ سُطوراً تَبْهَرُ الحَدَقا

قلائدٌ خِلْتُها حبراً على وَرَقٍ

فكانتِ الدُرَّ لا حِبراً ولا وَرَقا

منظومةٌ بيدٍ كالبَحرِ زَاخرةٍ

مَن خاضَ لُجَّتَها لا يأمَنُ الغَرَقا

بنفسي الفِداءُ لعبدِ اللهِ من رَجُلٍ

كالغيثِ مُندَفِقاً والصُّبحِ مُنبَثِقا

أصَحُّ من خَطَّ قِرطاساً وأبلَغُ مَن

أملَى وأفصَحُ مَنْ بالضَّادِ قد نَطقَا

هُوَ المُصِيبُ الذي لم يُخطِ مَنطِقُهُ

إلاّ بمدحٍ أتاني منهُ مختَلَقا

لَئنْ تَسَربلتُ من عُجْبي بهِ حُللاً

فقد تَعلَّمتُ من ألطافِهِ خُلُقا

سَقى الحَيا أرضَ زَوارءِ العِراقِ كما

سَقَت رُبَى الشَّامِ منها وابلاً غَدَقا

عَلِمتُ أنَّ الصَّبا من نَحوِها خَطَرتْ

لَمَّا رأيتُ شَذا أنفاسِها عَبِقا

شَوقي إلى رَبعها الميمونِ طائرُهُ

شوقُ العَليلِ إلى ما يُمسِكُ الرَّمَقَا

رَبعٌ هو الفَلَكُ الأعلَى فقد طَلَعتْ

فيهِ النُجومُ اللواتي تَصدَعُ الغَسقَا

يا حَبَّذا نَهلةٌ تُرِوي الحُشاشةَ مِن

نهر السَّلامِ الذي قَلبي بهِ عَلِقا

إن لم أنَل جُرْعةً منهُ فوا ظَمئي

ولو سَقاني هَتُونُ الغَيثِ مُندفِقا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا تجزعي يا نفس من حكم الردى

المنشور التالي

نادى منادي البين حي على السرى

اقرأ أيضاً