لا الدُّرُّ دُرٌّ ولا المَرجانُ مرجانُ
إذا نطَقتَ ولا للدُّرِ أثمانُ
وحيثما كُنتَ بُستانٌ تُخالُ بهِ
جَناتُ عَدْنِ فما لُبنانُ لُبنانُ
وكلُّ شهرٍ ربيعٌ منكَ نحسَبهُ
حتَّى كأنَّ جميع الدهر نَيسانُ
وأنت فيما تَرى أفكارُنا مَلَكٌ
يبدو وفيما ترَى الأبصارُ إنسانُ
يا أيُّها القمرُ المسعودُ طالِعُهُ
بدرُ السَّماءِ متى أشرقتَ كَيْوانُ
كأنَّما السَّعدُ لمَّا جِئتَ زائِرَنا
طِرْسٌ وأنتَ لذاكَ الطِّرْسِ عُنوانُ
أتَى بكَ اللهُ والأيَّامُ مُدنَفَةٌ
فكنتَ أنتَ لها رَوْحٌ ورَيحانُ
أقبلتَ في مَوكِبٍ كانت تجولُ بهِ
خيلٌ لها في صُدورِ القومِ مَيْدانُ
والنَّاسُ بين الرَّجا والخوفِ واقفَةٌ
كَموقِفٍ فيهِ للأعمالِ ميزانُ
قد قُمتَ في جَبلٍ منكَ النجاةُ بهِ
كذلكَ الفُلْكِ لما فاضَ طُوْفانُ
عليكَ رايةُ إقبالٍ وحَولكَ مِن
ملائِكِ العرْشِ أنصارٌ وأعوانُ
في راحتَيكَ من اللُّطفِ البديعِ لنا
ماءٌ ومِن بأسِكَ المرهوبِ نيرانُ
لو لم يَقُدْ لكَ أعناقَ المَلا رَهَبٌ
لقادَها مِنكَ إجمالٌ وإحسانُ
حَيَّا الحَيا حَلَبَ الشَّهباءِ كم نَبَتَت
في روضِها الناضرِ الأغصانِ أغصانُ
هاتيك بُستانُ أفرادٍ بهِ شَجَرٌ
من خِصْبهِ كلُّ عودٍ منهُ بُستانُ
يا سيفَ دولةِ عُثمانَ المنيفِ على
مَن سيفُ دولتهِ أنشاهُ حَمدانُ
لو ابتَغَى أحمَدُ الكِنديُّ مدحَكَ لم
تَقُم لهُ في وفاءِ الحقِّ أركانُ
أقامَ شأنَكَ بينَ النَّاسِ مرتفعاً
من كلَّ يومٍ لهُ في خَلقِهِ شانُ
إن كانَ غيرُكَ تكفيهِ لمادحِهِ
قصيدةٌ لم يكنْ يكفيكَ ديوانُ