ألام بحبه فأزيد وجدا

التفعيلة : البحر الوافر

أُلامُ بِحُبّه فَأَزيد وَجداً

وَأَطلب قُربه فَأَنال بُعدا

وَأرغب أَن يَكون عَليَّ مَولىً

فَيَأبى أَن أَكون لَدَيهِ عَبدا

وأمنحهُ الوَفا فَيَراهُ غَدرا

وَيوليني الجَفا فَأَراهُ ودّا

وَأحمل من تهدّده ثِقالاً

تَكاد لَها الجِبال تَخرُّ هَدّا

وأعذب ما أَرى تَعذيب قَلب

يمدّ لَهُ العذابَ هَواهُ مَدّا

بِنَفسي ذا دَلال ما تَصدّى

لِرَحمة عاشِقٍ لَو ماتَ صَدّا

تَمايل قدّه فاِهتزَّ رُمحاً

فَراحَ يَقدّ درع الصَبر قَدّا

وَأنعم ردفهُ وَالخصر رِفداً

فَمال بِنا الهَوى غَورا وَنَجدا

وأسفرَ وَجهه عَن بَدر تمٍّ

وَلَكن فَوق غُصن نقاً تبدّى

وَأطلع جيده كعمودِ فجرٍ

تقلّدَ أنجمَ الجوزاءِ عقدا

وَدبَّ عِذارهُ كَالنمل يَسعى

لمبسمه ليرشف مِنهُ شَهدا

وآنس خَدّه ناري فَكانَت

سَلاماً فَوقَ وَجنته وَبَردا

هِيَ النار الَّتي لكليم قَلبي

بَدَت فَرَأَت هُناك هُدىً وَرُشدا

إِذا نَزل الحَيا أَذكى لَظاها

وَأَنبت حَولَها آساً وَوَردا

فَوا عَجَباً لِنارٍ بَينَ ماءٍ

وَثلج لا تَزال تَزيد وَقدا

وَظَبيٍ طَرفه الوَسنان أَضحى

عَلى شرك الجُفون يَصيد أُسدا

إِذا ما سلَّ سَيف اللَحظ عَمداً

أَشار إلى الفُؤاد فَكانَ غمدا

عَذيري مِن غَزالٍ ذي دَلالٍ

تَفرَّد بِالمَلاحة وَاِستبدّا

أغالط فيهِ عذّالي وَأَهلي

فأذكر زَينباً وَأريدُ هِندا

وَما عايَنت أَلين مِنهُ عَطفاً

وَلا شاهَدت أَرشق مِنهُ قَدّا

سِوى قلم تَحرّى مَدح حُرٍّ

فَكانَ لِعابد الرَحمَن عَبدا

نَقيب السادة الأَشراف أَتقى

فَتىً بلغ السُها شَرَفاً وَمَجدا

همام كانَ واسطةَ اللآلي

بِجيد المَجد وَالأَقرانُ عقدا

أَبرُّ بَني الكِرام يَداً وَقَولاً

وَأَتقى المنتمين أَباً وَجَدّا

وَأَسنى الأَذكياء نُهىً وَحلماً

وَأَصفى الأَغنياء تُقىً وَزُهدا

وَأَعلى حزبنا همماً وَحزماً

وَأَوفى قَومنا عدة وَعَهدا

وَأَولى الأَقرَبين بِكُلّ فَضل

وَأَكرَمهم يَداً وَأَحَقّ حَمدا

وَأَمنَعهُم حمىً وَأَعزّ جاراً

وَأَرفَعهُم ذرىً وَأعمُّ رفدا

تَولّى نصرَتي لَم يَلوِ عَزماً

وَحاول نَجدَتي لَم يَألُ جُهدا

وَشمّر عَن يَمين اليمن زنداً

وَأَورى في الوَرى لِلعَزم زِندا

وَفى وَأَخو الوَفاءِ أَخو المَعالي

وَمَن أَوفى بِعَونك مِنهُ وَعدا

فَتىً عشق المُروؤَة وَاِهتوته

جَوىً وَتَجاوزا في العشق حَدّا

تَغَنَّت باِسمه طَرَباً وَفَخرا

وَشبّب باِسمها كلفاً وَوَجدا

شَمائل مِن نَسيم الرَوض أَذكى

وَطَبع مِن زُلال الماء أَندى

يَنمّ ثَناؤُها كَرَماً وَطيباً

وَيَنمو عزّها شَرَفاً وَسَعدا

بذا تَمتاز رُتبة كُلِّ شهم

إِذا اِختَبَر اللَبيب الناس نَقدا

فَإِنّ الناس واحدهم بألفٍ

وَألف في الحِساب يعدُّ فَردا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

السعد أصبح كاملا بمحمد

المنشور التالي

علام يلوم العاذلون على وجدي

اقرأ أيضاً