وأقْسمُ لولا أحمدُ بنُ محمَّدٍ
أبو جعفرٍ رَبُّ العُلى والمَفاخِرِ
عصتني القوافي في الدجى وتعَذَّرتْ
عليَّ وأكْدَتْ في المقال خواطري
ولكنَّني نازلْءتُ هَمِّي بماجِدٍ
شديدِ مَضاء البأس جَمِّ المآثرِ
فأصبح جُلْمود النُّهى وهو سلسلٌ
نميرٌ ومُغْبَرُّ الحِجا أيَّ ناضِرِ
بأبْلجَ مرفوعِ العمادِ مُظاهِرٍ
على الخطب نَعَّاش الجُدود العواثرِ
تُلاقيه عند الجدبِ أوشك مُطْعمٍ
وتلقاهُ عند الخطب أقربَ ناصِرِ
فتىً مِلْءُ ناديه من الصَّبر والندى
قعائِدُ عادِيٍّ ولُجَّةُ زاخِرِ
فبالذنب والإِجرامِ أيُّ مُسامِحٍ
وللفقْرِ والإِعدامِ أيُّ مُغامِرِ
كأنَّ السِّنينَ الغُبْر هامُ عُداتِه
ونعماءَه حدُّ السيوفِ البَواترِ
ففتكتُهُ في المَحْل والمحْلُ عارقٌ
كفْتكِتهِ في الدارعينَ المساعرِ
سَوابِقُهُ تَتْلو عَزائمَ نفْسِهِ
إذا أمْضيتْ في نَهْيهِ والأوامِرِ
فلا الرَّأيُ للخطبِ المَخوف بهائبٍ
ولا الطِّرفُ في الوعر العسوف بعاثر
سحابٌ له برْقٌ من البِشْر لامعٌ
وصوبُ حياً هامٍ من الجودِ هامِر
ولكنْ لماءِ المُعْصِراتِ مَواسِمٌ
وجودُ يَديْهِ مُسْتمرُّ المَواطِرِ
وزيرٌ نَماهُ من تميم بن خِندفٍ
سَراةُ المعالي كابِراً بعد كابِرِ
إذا ركبوا فالشمس والشمسُ جَوْنةٌ
سَليبة ضَوْءٍ بينَ خُفٍّ وحافِرِ
عَديدُهُمُ والمكرُماتُ لديْهُمُ
مَقامُ مَعالٍ ما لهُ من مُكاثِرِ
ودادي وما أوتيتُهُ منْ بَلاغَةٍ
أجادا مَديحي في الكريمِ العُراعِر
فما كُلُّ منْ أبْدى وداداً بمخلصٍ
ولا كلُّ منْ صاغَ القَوافي بشاعر