هَذي ثَمانٌ قد قَطَعْنَ الدُّجى
في سَيْرِها مُعْتَبَرٌ للحِجا
مرّتْ وقدْ نالَ بها آمِلٌ
ما شاءَ منْ أوطارِهِ وارْتَجى
فجَرّدَ العَزْمَ الذي ما نَبا
والتَحَف الليلَ الذي قد سَجا
يردُّهُ الخَوْفُ ويَدْعو بِهِ
إذا أطاعَ الخَوفَ داعِي الرَّجا
قدْ قَطَعَ البَرَّ فقال الوَجَى
واقْتَحَمَ البحْرَ فقالَ النَّجا
والْتَذّ بالباقِي فحَثَّ الخُطَى
ومَرّ بالفانِي فَما عَرَّجا
موْلايَ هذا نَهْجُ أهْلِ الهَوى
فاسْمَحْ لمَنْ قارَبَ أو لَجّجا
واسْلُكْ منَ السّيْرِ بهِ مَنْهَجاً
عنْ مادِحٍ جلَّ وعمّنْ هَجا
ولتَقْرَأ النُّسْخَةَ واتْرُكْ الى
سِرِّ المَعاني خَطَّها المُدْمَجا
وكيفَ لا يُحْرِزْ إرثَ العُلَى
منْ وَرِثَ الأنْصارَ والخَزْرَجا