قل مثلما قد قال عبد الباقي

التفعيلة : البحر الكامل

قُلْ مثلَما قد قال عبدُ الباقي

في نَعْتِ عِتْرَةِ صَفْوَةِ الخلاّق

أو فاسترحْ وأرِحْ لسانك واتخذ

للنطق من صمت أجلّ نطاق

إنَّ اللسان لمضغةٌ ما لم تفه

بالطيّبات تُلاك بالأشداق

أوَ ما تراه قد أتى بأوابدٍ

تفنى بنو الدنيا وهنَّ بواقي

حِكمٌ على الألباب يُشْرِقُ نورها

لله دَرُّك حكمة الإشراق

تُشجي وتُطربُ أنفساً وجوارحاً

فكأنَّهنَّ صوارمُ الأحداق

ولقد أدار على العقول سلافةً

ما لا تدور به أكُفُّ الساقي

عن بهجة المعشوق يسفر حسنها

ولواعج المشتاق في العشَّاق

قد عانَقَتْ أشرافَ آل محمد

فكأنَّها الأطواق في الأعناق

فكأنَّها هَبَّتْ صَباً في روضةٍ

فتأرَّجَتْ بنسيمها الخفَّاق

رقَّتْ فكادتْ أنْ تسيل بلطفها

حتَّى من الأَقلام والأَوراق

وبما غَدَتْ تُملي ثناءً طيِّباً

عن طيِّبٍ في الأَصل والأَعراق

لُدِغَتْ أُميَّةُ منه أفعى تنفث ال

سّمّ الزّعاف وما لها من راقِ

كَلِمٌ ولا وخزات أطراف القنا

يَلْمَعْنَ عن صَوْب الدم المهراق

من كلِّ قافية بثاقب فكره

يفتضُّها عَذْرَا بغير صداق

طوبى له في النشأتين لقد حوى

نعمَ الذَّخيرة والثناء الباقي

فالله يجزيه بها خير الجَزا

ويَقيه شرًّا ما له من واقِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لقد عجب الحسان الغيد لما

المنشور التالي

أما والهوى بالوجوه الملاح

اقرأ أيضاً

لجنية أم غادة رفع السجف

لِجِنِّيَّةٍ أَم غادَةٍ رُفِعَ السَجفُ لِوَحشِيَّةٍ لا ما لِوَحشِيَّةٍ شَنفُ نَفورٌ عَرَتها نَفرَةٌ فَتَجاذَبَت سَوالِفُها وَالحَليُ وَالخَصرُ وَالرِدفُ…

سقيا لمجلسنا الذي آنسته

سَقياً لِمَجلِسِنا الَّذي آنَستَهُ واهاً لِمَجلِسِنا الَّذي أَوحَشتَهُ صَيَّرتَ مَجلِسَنا بِذِكرِكَ عامِراً وَحَضَرتَ آخَرَ غَيرَهُ فَعَمَرتَهُ فَالذِكرُ مِنكَ…