شُعثاً شَوازِبَ قَد طَوى أَقرابَها
كَرُّ الطِرادِ لَواحِقُ الآطالِ
بِأُلاكَ تَمنَعُ أَن تُنَفِّقَ بَعدَما
قَصَّعتَ بَينَ حُزونَةٍ وَرِمالِ
وَبِهِنَّ نَدفَعُ كَربَ كُلُّ مُثَوِّبٍ
وَتَرى لَها خُدَداً بِكُلِّ مَجالِ
إِنّي بَنى لي دارِمٌ عادِيَّةً
في المَجدِ لَيسَ أَرومُها بِمُزالِ
وَأَبي الَّذي وَرَدَ الكِلابَ مُسَوِّماً
وَالخَيلُ تَحتَ عَجاجِها المِنجالِ
تَمشي كَواتِفُها إِذا ما أَقبَلَت
بِالدارِعينَ تَكَدُّسَ الأَوعالِ
قَلِقاً قَلائِدُها تُقادُ إِلى العِدى
رُجُعَ الغَذِيِّ كَثيرَةَ الأَنفالِ
أَكَلَت دَوابِرَها الإِكامُ فَمَشيُها
مِمّا وَجينَ كَمِشيَةِ الأَطفالِ
فَكَأَنَّهُنَّ إِذا فَزِعنَ لِصارِخٍ
وَشَرَعنَ بَينَ سَوافِلٍ وَعَوالِ
وَهَزَزنَ مِن جَزَعٍ أَسِنَّةَ صُلَّبٍ
كَجُزوعِ خَيبَرَ أَو جُزوعِ أَوالِ
طَيرٌ تُبادِرُ رائِحاً ذا غَبيَةٍ
بَرداً وَتَسحَقَهُ خَريقَ شَمالِ
عَلِقَت أَعِنَّتُهُنَّ في مَجرومَةٍ
سُحُقٍ مُشَذَّبَةِ الجُذوعِ طِوالِ
تَغشى مُكَلَّلَةً عَوابِسُها بِنا
يَومَ اللِقاءِ أَسِنَّةَ الأَبطالِ
تَرعى الزَعانِفَ حَولَنا بِقِيادِها
وَغُدُوُّهُنَّ مُرَوَّحَ التَشلالِ
يَومَ الشُعَيبَةِ يَومَ أَقدَمَ عامِرٌ
قُدّامَ مُشعِلَةِ الرُكوبِ غَوالِ
وَتَرى مُراخيها يَثوبُ لِحاقُها
وِردَ الحَمامِ حَوائِرَ الأَوشالِ