يُمَلِّكُهُ خَزائِنَ كُلَّ أَرضٍ
وَلَم أَكُ يائِساً مِن أَن تُدالا
فَأَصبَحَ غَيرَ مُغتَصَبٍ بِظُلمٍ
تُراثَ أَبيكَ حينَ إِلَيكَ آلا
وَإِنَّكَ قَد نُصِرتَ أَعَزَّ نَصرٍ
عَلى الحَجّاجِ إِذ بَعَثَ البِغالا
مُفَصَّصَةً تُقَرِّبُ بِالدَواهي
وَناكِثَةً تُريدُ لَكَ الزِيالا
فَقالَ اللَهُ إِنَّكَ أَنتَ أَعلى
مِنَ المُتَلِمِّسينَ لَكَ الخِبالا
فَأَعطاكَ الخِلافَةَ غَيرَ غَصبٍ
وَلَم تَركَب لِتَغصِبَها قِبالا
فَلَمّا أَن وَليتَ الأَمرُ سَدَّت
يَداكَ مُمَرَّةً لَهُمُ طِوالا
حِبالَ جَماعَةٍ وَحِبالَ مُلكٍ
تَرى لَهُمُ رَواسيها ثِقالا
جَعَلتَ لَهُم وَراءَكَ فَاِطمَأَنّوا
مَكانَ البَدرِ إِذ هَلَكوا هِلالا
وَلِيَّ العَهدِ مِن أَبَوَيكَ فيهِ
خَلائِقَ قَد كَمَلنَ لَهُ كَمالا
تُقىً وَضَمانَةً لِلناسِ عَدلاً
وَأَكثَرَ مَن يُلاثَ بِهِ نَوالا
فَزادَ الناكِثينَ اللَهَ رَغماً
وَلا أَرضى المَعاطِسَ وَالسِبالا
فَكانَ الناكِثونَ وَما أَرادوا
كَراعي الضَأنَ إِذ نَصَبَ الخِيالا
وَراءَ سَوادِها يُخشى عَلَيها
لِيَمنَعَها وَما أَغنى قِبالا
فَأَصبَحَ كَعبُكَ الأَعلى وَأَضحَوا
هَباءَ الريحِ يَتَّبِعُ الشَمالا
أَلَستَ اِبنَ الأَئِمَّةِ مِن قُرَيشٍ
وَحَسبُكَ فارِسُ الغَبراءِ خالا