يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً
له ساكبٌ من رائق الماء هاطلُ
ويفضل جَوْدَ السحب جُودُ محمدٍ
فكلُّ ندى كفَّيْه سَحٌّ ووابلُ
اذا ما انتدى فالشامخ الطودُ راسخٌ
وفي العزم مَضَّاءُ الغِرارين قاصل
حوى عضد الدين العُلى عن وراثةٍ
وسعي فأمسى وهو في المجد كامل
فأدركَ مسعى قوْمه وهو غايةٌ
وزادَ بما لم يستطعهُ الأوائلُ
يطيب ويذكو من أحاديثِ مجده
ونشر معاليهِ الضُّحى والأصائلُ
ويهتزُّ للمعروفِ حتى كأنهُ
صفيحةُ نصلٍ أخلصتها الصَّياقل
وَسائِلُ باغي جوده مُستريحةٌ
وناصبةٌ أفكارُه والعواذلُ
ويُضعف أدنى العار محملَ عرضه
ولكن لاِعْباءِ المكارمِ حاملُ
فتىً حِلْيتاه في وغاهُ وسلْمهِ
لعافيهِ والأعداءِ بأسٌ ونائلُ
تُغنَّى طِلاحُ الخامسات بمدحهِ
فيُطوى سحيقٌ نازحٌ ومَناهلُ
اذا القرَبُ القَسْقاس أذكى كبودها
إِلى شَبِمٍ اِعراضُها عنهُ قاتلُ
طوتْهُ مِراحاً بالحديثِ كأنما
على كلِّ لفظٍ موردٌ وخمائلُ
فلا الغمرُ جذَّابٌ ولا الظل خادع
ولا الوعرُ نكَّابٌ ولا الخرق هائلُ
على ثقةٍ أنَّ المُناخَ بمخْصِبٍ
يعيش به ركبٌ وتُحمى رواحلُ
اذا صرَّم النَّحض السُّرى فنعيمهُ
مريءٌ به يُثْني سَنامٌ وكاهِلُ
يوطنه خصب المحل ابنُ هِمَّةٍ
منازلُهُ للمعْتَفينَ مَنازلُ
جمالُ الورى حامي الحمى باذل الندى
وشيك القرى والعام أغبر ماحِل
بطيءُ عقابِ الذَّنب لكن بنصره
وبالجودِ للمستصرخين مُعاجِلُ
فهُنِّيَ بالعيدِ الذي كلُّ فخرهِ
عُلاهُ وغُرَّانُ المساعي دلائلُ