لعمرك يا أخا الأشواق أنّا
فؤادي من اليم البيت أنّا
وسهم الحادثات أصاب قلبي
فاثر بالحشاشة حين رنا
لحى اللَه الزمان لقد تعدى
علينا بالفراق وقد تجنّى
وصيرني بعيد الدار عمن
بحبهم أخو الأشواق جنا
أبيت مسامراً قمر الدياجي
بذكراهم إذا ما الليل جنا
وانثر أدمعي سحراً إذا ما
سمعت سويجع الأثلات غنّى
ولي كبدٌ مضرمةٌ بوجدٍ
قبيل البعد كيف إذا افترقنا
وكان لقا الحبيب يزيد شوقاً
لرؤياه فكيف وغاب عنا
تذكرت الديار وساكنيها
فأنت مهجتي والقلب حنا
وهيجني مغردةً صدوحٌ
على غصن تثنّى ان تثنّى
تنمح ولم يفارقها حبيبٌ
ولم يك قلبها صباً معنّى
وحقك يا أمين الحب قلبي
من اللذات بعدك ماتها
وإن يكُ بين جسمينا بعاد
فإن القرب بالأرواح منا
عسى من بالفراق قضى علينا
بطيب لقا الأحبة إن يمنا
أتاني منك نظمٌ عقد درّ
ثمين راق ألفاظاً ومعنى
فأحياني بذكرى خير مولى
بذكر صفاته الغراء همنا
فوا شوقي للثم يدي أميرٍ
كريمٍ فاق بالشرفين معنا
ونجليه الخليل أبي المعالي
يحاكي البدر إشراقاً وحسنا
ومولانا الأمين دعاه أمنٌ
وجاد له الإله بما تمنى
أدام اللَه سؤددهم بعزٍّ
وزاد علاهمُ مجداً وأمنا
ومدهم بإقبالٍ وسعدٍ
مدى الأيام ما طيرٌ تغنى