يا قَبْرَ فاطِمَةَ الّذي مَا مِثْلُهْ
قَبْرٌ بطَيْبَةَ طابَ فيهِ مَبِيتَا
إِذْ فيكَ حَلّتْ بِضْعَةُ الهَادي الّتي
تُجلى مَحاسِنُ وَجْهِها حُلِّيتا
إِنْ تَنْأَ عنهُ فَمَا نَأَيْتَ تَباعُداً
أَوْ لَمْ تَبِنْ بَدْراً فما أَخفيتا
فَسَقَى ثَرَاكَ الغَيْثُ ما بَقِيَتْ بِهِ
لُمَعُ القُبورِ بطَيْبَةٍ وَبقِيتا
فَلَقَدْ بِرَيّاها ظَلَلْتَ مُطَيّباً
تَسْتَافُ مِسْكاً في الأُنوف فَتيتا
ولَقَدْ تأَمّلْتُ القُبورَ وأَهْلَها
فَتَشَتّتَتْ فِكري بها تَشْتِيتا
كَمْ مُقْرَبٍ مُقْصىً وكَمْ مُتَبَاعِدٍ
مُدْنىً فَسَاوَرَتِ الحَشَا عِفْريتا